لم يكن غياب «البشت» في زيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدةالأمريكية بشكل عام، ووادي السيليكون على وجه الخصوص، من باب المصادفة، إذ تعمد أن يبعث برسائل جلية وواضحة من خلال ما يرتديه، ناهيك عن تحركاته وإيماءاته وبساطة تعبيراته، التي حملت في طياتها دلالات متعددة، مفادها أن الشباب الجديد لا يبحث عن المظهر، بقدر ما يسعى إلى تحقيق أهدافه بكل ما أوتي من قوة، ما أعطى انطباعا مشرقا عن الشباب السعودي بشكل عام. كما اختفت «الكرافت» والملابس الرسمية، عن أول اجتماعاته مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في منزله، غير أنه تعمد خلال لقائه مع مارك زوكربيرغ رئيس شركة فيسبوك، أن يرتدي ملابس شبابية تشبه تلك التي يرتديها مضيفه، غابت عنها الأزياء والمظاهر المتكلفة، فيما عبرت الصور المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن طريقة تفكير الجيل الجديد في الزي والتحرك والإيماء واختيار الصور، خصوصا تلك التي ظهر فيها «ابن سلمان» مرتديا نظارات الواقع الافتراضي وخوضه مع زوكربيرغ مباراة في لعبة البينغ بونغ. الجاكيت «الاسبور» كان حاضرا بقوة في لقاءاته برؤساء الشركات الكبيرة، خصوصا في لقائه بتيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل، فيما التقطت الصحافة الأمريكية والعالمية بوضوح هذه الدلائل والرسائل، وأشارت إلى أن ظهور الأمير السعودي بمظهر شبابي من دون «كرافت» يعكس طريقة التفكير العملية لجيل الشباب في المجتمع السعودي الذي يشكل نحو 60% من تعداد السكان. ولم تتوان الصحافة العالمية عن وصف ولي ولي العهد السعودي بأمير التغيير ووجه السعودية الجديد، فيما وصف متابعون من الشباب على «تويتر» هذه الروح الجديدة في السعودية بأن الحكومة والشعب يتكلمان لغة واحدة، خصوصا أن الأمير حرص على الالتقاء بعدد من الشباب السعوديين العاملين في وادي السيليكون ويشتغلون على مشاريعهم التقنية في كبرى الشركات العملاقة. لغة الجسد وطريقة اللبس التي اعتمدها الأمير الشاب، حملت معاني مختلفة، ركزت على العمل والإنجاز، والشفافية والعملية، ناهيك عن الروح الشبابية والنظرة المستقبلية لمملكة تبحث عن ابتكار ذاتي لدولة عصرية بخبرات عالمية.. وأيادٍ وطنية.