في زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأميركية كانت اللغة الرمزية للملابس حاضرة في العديد من المناسبات وشديدة الدلالة منذ البداية، حيث غابت ربطة العنق عن أول الاجتماعات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في منزله في منطقة جورج تاون العريقة بواشنطن العاصمة. وفي اللقاء مع رئيس شركة فيسبوك مارك زوكربيرغ ارتدى الاثنان ملابس شبابية بسيطة غابت عنها الأزياء والمظاهر الرسمية. في حين عبرت الصور التي تم تداولها بشكل واسع في وسائل التواصل الاجتماعي بوضوح عن طريقة تفكير الجيل الجديد في الزي والإيماء واختيار الصور، خصوصاً تلك التي ظهر فيها الأمير محمد بن سلمان مرتدياً نظارات الواقع الافتراضي وخوضه مع زوكربيرغ مباراة في لعبة البينغ بونغ. باستثناء بعض اللقاءات الرسمية مثل لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما وأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون، فلم يرتدِ ولي ولي العهد البشت عند اجتماعاته مع مسؤولين في الحكومة الأميركية مثل لقائه بوزير الطاقة الأميركية ارينست مونيز، وكذلك لقاؤه مع رؤساء الشركات الكبيرة مثل ذلك الذي جمعه بتيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل. غياب "البشت" كزي رسمي ليس حدثاً جديداً في الاجتماعات التي يعقدها ولي ولي العهد السعودي بل علق غالبية الوزراء في الحكومة السعودية بشوتهم في اجتماعات مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وعرضت في الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة العربية" سلمان في 100 يوم" لقطات خاصة من داخل غرفة الاجتماعات غابت فيها مظاهر الرسمية في الملابس وطريقة النقاش التي اتسمت بالعملية. كما ظهر الأمير في تقرير نشر بالعربية.نت بعنوان "خاص.. كواليس مقابلة الأمير محمد بن سلمان للعربية" عقب الحوار معه بصور لم يرتد فيها الشماغ. مجلة بلومبيرغ الأميركية نشرت صوراً عديدة له بدا فيها بمظهر متبسط كان في إحداها يمسك بجهاز الآي باد. الصحافة الأميركية التقطت بوضوح هذه الدلائل والرسائل غير المباشرة، حيث أشارت إلى أن ظهور الأمير محمد بن سلمان بمظهر شبابي وبدون ربطة عنق يعكس طريقة تفكير جيل الشباب في المجتمع السعودي الذي يشكل مايقارب 60% من تعداده. وكالة رويترز وصفت في أحد تقاريرها ولي ولي العهد السعودي بأمير التغيير ووجه السعودية الجديد وأضافت: "اعتاد السعوديون رؤية زعمائهم وهم يرتدون الثوب الأبيض والشماغ والبشت الأسود خلال الزيارات الرسمية خارج البلاد، وعلى صورهم التي تحيط بهم فيها حاشية كبيرة من المرافقين والأمراء. وبالتالي فإن اختيار الأمير محمد للملابس الغربية وهي سروال من الجينز وسترة وقميص في كاليفورنيا وحلة وربطة عنق للاجتماع مع بعض الزعماء السياسيين في واشنطن مصحوبا بقدر أقل من مظاهر الأبهة يبعث بإشارة واضحة" . إحدى الشابات السعوديات قالت إن هذا التغيير والروح الجديدة في السعودية تؤكد على أن الحكومة والشعب يتكلمان لغة واحد. الخروج عن المألوف والتقليد الرسمي شمل أيضا طبيعة الاجتماعات واللقاءات التي شملت نوعية جديدة، حيث التقى الأمير محمد بن سلمان عددا من الشباب السعودي، ممن يعملون في وادي السيليكون ويشتغلون على مشاريعهم التقنية في كبرى الشركات العملاقة.