دفع التفجير الإرهابي الذي استهدف صباح أمس موقعا للجيش الأردني على الحدود مع سورية، والذي أودى بحياة ثمانية جنود وإصابة 14 آخرين.. الأردن لاتخاذ قرارات عسكرية تعيد ترتيب إستراتيجيته الدفاعية في أعقاب اجتماع رأسه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وحضره الأمير فيصل بن الحسين، ورئيس الوزراء هاني الملقي، ورئيس الديوان الملكي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار الملك لشؤون الأمن القومي مدير المخابرات العامة، ومستشار الملك لشؤون العشائر، ومستشار الملك مقرر مجلس السياسات الوطني، ووزيرا الداخلية والدولة لشؤون الإعلام، ومديرا قوات الدرك والأمن العام. وأصدر الديوان الملكي الأردني بيانا شديد اللهجة نقل فيه عن لسان الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن «الأردن سيضرب بيد من حديد على كل من يعتدي أو يحاول المساس بأمنه وحدوده»، مؤكدا أن الوطن «قوي دائما بعزيمة بواسل قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية». فيما أعلن قائد الجيش الأردني اعتبار المناطق الحدودية الشمالية، والشمالية الشرقية مناطق عسكرية مغلقة. وقد وقعت العملية الإرهابية على مثلث الحدود المعروف بالركبان قرابة المخيم الذي تشرف عليه القوات الأردنية للاجئين السوريين ومصدر الهجوم كان من الأراضي السورية. وأوضح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن السيارة المفخخة التي استهدفت موقعاً عسكرياً متقدماً لخدمات اللاجئين السوريين، انطلقت من مخيم اللاجئين السوريين الموجود خلف الساتر في منطقة الركبان، وعبرت من خلال الفتحة الموجودة في الساتر الترابي، التي تستخدم لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين. وبسرعة عالية متفادية إطلاق النار عليها من قبل قوات رد الفعل السريع ولحين وصولها إلى الموقع العسكري المتقدم، وتفجيرها من قبل سائقها في عملية بشعة أدت إلى استشهاد وإصابة عدد من عناصر القوات المسلحة والأجهزة الأمنية القائمين على خدمة اللاجئين السوريين. المنطقة التي شهدت الاعتداء الإرهابي هي نفس المنطقة التي تعترض المنظمات الدولية على كون الأردن تقيم فيها مخيما للاجئين دون أن تدخلهم إلى أراضيها. وهم اليوم يزيدون على 59 ألف لاجئ حسب الإحصاءات الرسمية الأخيرة، الأمر الذي أجاب ملك الأردن عليه في بداية العام وبلقائه الشهير مع قناة بي بي سي قبيل مؤتمر لندن بقوله «إن الأردن يشتبه بأن هؤلاء تابعون لداعش»، ومطالبا من يشعر بالتعاطف معهم أن يأخذهم إلى بلاده، بينما الأردن سيسهل عليه المهمة. وتقع منطقة الركبان تحديدا على بعد نحو 8 كلم من نقطة التقاء الحدود بين الأردن وسورية والعراق. وتشهد يوميا موجات نزوح سورية واسعة، كما أنها قريبة من المناطق التي تشتبك فيها القوات السورية النظامية ونظيرتها الروسية مع «داعش». ووقعت اشتباكات واسعة في قرية تنف القريبة جدا من منطقة الركبان قبل أيام أسهم فيها الجيش الروسي، وادعى الجانب الأمريكي أن الأول استخدم فيها قنابل عنقودية، في الوقت الذي التزم فيه الأردن الصمت ولم يصدر عن مسؤوليه أي تعليقات. ويرجح الخبراء حتى اللحظة أن تكون العملية قد قام بها مقاتلو تنظيم «داعش» ضد المنطقة العسكرية الأردنية.