دعا خبير بيئي إلى طمر بحيرة الأربعين - كآخر حل - لمواجهة روائحها وتلويثها للبيئة. مع الإبقاء على 10% من مساحتها السطحية كرمز لبحر الطين الذي ارتبطت به جدة معماريا واجتماعيا، على أن تستغل المساحة المطمورة في بناء متحف تاريخ طبيعي. وأوضح الأستاذ السابق للبيئة في جامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور علي عدنان عشقي ل«عكاظ» أنه لا أمل في نظافة البحيرة إلا بخطوتين، الأولى: إغلاق كل المصبات، ليس على البحيرة فحسب، بل على طول سواحل مدينة جدة، لأن البحر جسم واحد غير قابل للتجزئة، فالتيارات البحرية تنقل الملوثات من المناطق الأكثر تلوثاً، مثل منطقة الخمرة ومنطقة الكورنيش الجنوبي والكورنيش الشمالي. أما الخطوة الثانية: فتتمثل في تزويد بحيرة الأربعين بمضخات لزيادة التبادل المائي مع البحر المفتوح، والأمر مكلف ماليا وغير مضمون العواقب. تكافل ثلاثي ويرى عشقي ضرورة تبني إستراتيجية جديدة في معالجة مياه الصرف في البحيرة، باستخدام الطرق الطبيعية، واستغلال العلاقة التكافلية الفريدة بين الطحالب والبكتيريا وضوء الشمس، وهو الأسلوب المتبع في كثير من دول العالم. وأبان أنه يمكن معالجة مياه الصرف الصحي لمدينتي مكةالمكرمةوجدة في ذات الموقع بعيدا عن المناطق السكنية وبتكلفة زهيدة في البناء والصيانة والتشغيل. وأشار إلى أن بحيرة الأربعين الواقعة في منطقة البلد بجدة تعد من أهم المعالم الجمالية في المنطقة، إلا أن اختلاطها بمياه الصرف الصحي شوه جمالها وحولها إلى موقع يكتنفه التلوث. البحر الأسود عشقي لفت إلى أن مصبات الصرف الصحي في بحيرة الأربعين ولون ماء البحر الأسود يدلان بوضوح على عدم معالجة الصرف الصحي ثنائياً، وما يؤكد ذلك تصاعد الروائح الكريهة الناتجة عن غاز كبريتيد الهيدروجين، خصوصا في أشهر الصيف. مشيرا إلى أن الرائحة ناجمة عن أسباب عدة، منها أن كمية مياه الصرف الواردة للمحطة المعالجة تبلغ نحو 60 ألف متر مكعب، وهذا أكبر بكثير من الطاقة الاستيعابية للمحطة التي لا تتجاوز طاقتها الاستيعابية أكثر من 16 ألف متر مكعب، وهناك كم هائل من الصرف الصحي يصرف دون معالجة في البحر، كما أن أحواض المعالجة تتجاوز الحد المعمول به، إذ تتراوح ما بين 90 إلى 150 دقيقة، كما أن طول بقاء مياه الصرف الصحي في أحواض المعالجة يتسبب في زيادة نشاط البكتيريا غير الهوائية، ما ينتج عنه تصاعد غاز كبريتيد الهيدروجين. وخلص الخبير عشقي إلى القول إنه لا يمكن التحكم في تصاعد الروائح الكريهة إلا بالتحكم في درجة حموضة ماء الصرف الصحي لتكون قيمتها 7.5، وأي نقصان في قيمتها يساعد بشكل حاد في تكوين غاز كبريتيد الهيدروجين.