بدأت عدة جهات رسمية العمل لإيجاد حلول جذرية لتلوث استمر 30 عاما في بحيرة الأربعين في جدة، منذ أن انفصلت عن البحر وأصبحت مصبا لمياه الصرف الصحي المعالجة. وتعمل هذه الجهات على إعادة البريق البيئي والجمالي للبحيرة. وكشف مستشار الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور ناصر العمري ل«عكاظ»، أن هذه البحيرة تشكو من ثلاثة أمور رئيسية هي: مياه المحطات المعالجة لمياه الصرف الصحي، ومصبات غير معروفة ناتجة عن المنشآت الكبيرة الواقعة في منطقة البحيرة، ووجود مصبات قديمة غير معروفة ومجهولة المصدر، مبينا أن البحيرة كانت سابقا متصلة بالبحر، إلا أنها أصبحت شبه منفصلة بمياه راكدة تنبعث عنها روائح كريهة بعد تلوث مياهها، خصوصا أن منطقة البلد لا توجد فيها شبكات تصريف لمياه الصرف الصحي، ما أدى لارتفاع منسوب المياه الجوفية في المنطقة. وبين أن خبراء البيئة يدعون لإيقاف جميع المصبات المهجورة، والاستفادة من المياه المعالجة التي تصب في البحيرة في الأغراض الزراعية والصناعية، كونها مياها صالحة للاستفادة منها، وإكمال شبكة الصرف الصحي في المنطقة، ونقل محطات معالجة مياه الصرف الصحي من البلد إلى المحطة المعالجة في الخمرة، وربط البحيرة بالبحر لتبادل المياه بينهما، ما يؤدي لمعالجة مشكلات التلوث. وأكد أن منطقة بحيرة الأربعين تشكل رافدا استثماريا، ويتوقع أن تجد من يتبناها استثماريا وتحويلها إلى منتجع سياحي وترفيهي، لقربها من السوق التجاري القديم والجديد والمنطقة التاريخية والأحياء القديمة. ويرى الخبير البيئي المعروف الدكتور عبدالرحمن كماس، أن البحيرة ارتبطت بأهالي جدة منذ سنوات عديدة، مؤكدا أهمية التحرك لمعالجة أوضاعها من خلال اتخاذ حلول جذرية، ومنها منع المصبات، مع التأكيد على أن ردمها لا يشكل أي حل، ويسبب اختلالا بيئيا، لافتا إلى أن المضخات التي تم تركيبها داخل البحيرة لتحريك المياه الراكدة لا تعتبر من الحلول الجذرية وإنما حلول مؤقتة، لأن كمية الأوكسجين التي تضخ فيها غير قادرة على تلبية حجم المواد العضوية الضخمة التي تصرف فيها، خصوصا مع استمرار تدفق مياه الصرف الصحي فيها، مؤكدا أن الحل الحقيقي لتلوث البحيرة هو إيقاف تدفق مياه الصرف الصحي فيها. وقال إن المجلس البلدي خلال الملتقى ال11في 2013 أوصى بتحويل البحيرة إلى منتجع سياحي، وهو اقتراح أراه جيدا من الناحية البيئية والاستثمارية، إذ إن منطقة البحيرة تشهد يوميا حركة تسوق من الزوار وضيوف الرحمن.