موسم ناجح قدمه التعاون لأن الهدف الذي رسمته إدارته ومن خلفها الداعمون للنادي في المجلس التنفيذي أثمر الوصول إلى أحد المراكز الأربعة الأولى، فقد كان معلنا منذ بداية الموسم وتم التخطيط له منذ نهاية الموسم الماضي. وينتظر التعاون فرصة الوصول لبطولة الأندية الآسيوية بعد أن حقق الكثير هذا الموسم، ويحتاج فقط لفوز الأهلي بكأس الملك من أجل أن يتحقق الهدف الثاني وهو التمثيل لأول مرة بين أندية القارة الأكبر. قصة التعاون ونجوميته ربما يعتقد المتابع أن ما حققه التعاون على أرض الملعب نتاج اعتيادي لكتيبة نجوم أو مدرب فقط، بينما كان العمل مختلفا لدرجة أن التعاون كان له من اسمه نصيب بدءا من المجلس التنفيذي الذي يقدم دعما ماديا ومعنويا كبيرا ويشارك برسم الخطط المستقبلية من خلال رئيسه سليمان العمري وعضوية عبدالعزيز الحميد وأحمد أبالخيل، وشاركهم في منتصف الموسم بالدعم تركي آل الشيخ، بينما ساهم الاستقرار الإداري للعام الرابع على التوالي بوجود رئيس متمرس هو محمد القاسم، في رسم الأهداف وتحقيقها، وحظي الرئيس التعاوني بنائب مميز وهو فيصل أبالخيل ومجلس إدارة متناغم للغاية. وفي محيط كرة القدم كان العمل الاحترافي لمدير الفريق عبدالله الدخيل والإداري عبدالله الأبوعلي مميزا، فيما قاد المدرب البارز جدا للموسم الثاني على التوالي البرتغالي غوميز وفريقه الفني فريقا من النجوم حقق الأرقام المهمة، حيث حقق الفريق رقما تاريخيا من النقاط بمجموع 45 نقطة احتل بها مركزا متقدما من 13 فوزا و ستة تعادلات وسجل لاعبوه 54 هدفا كواحد من أقوى خطوط الهجوم بالدوري. ويأتي تكامل المنظومة التعاونية نتاج تخطيط طويل الأجل تم خلال المرحلة الماضية التي استطاع خلالها مخططو سكري القصيم -كما يحلو لعشاقه تسميته- من تجاوز الكثير من الصعاب، وكانت القدرة الإدارية قد تجلت في نهاية الموسم الماضي عندما غادر الفريق 10 لاعبين أغلبهم لاعبون أساسيون في ذلك الموسم، إذ استطاعت الإدارة والجهاز الفني وبدعم من المجلس التنفيذي تقييم اختياراتها الجديدة، وتم إعداد فريق استطاع أن يكون من أمتع الفرق أداء في الدوري حتى حقق الهدف بتثبت الفريق ضمن المنافسين على المقدمة وإمكانية الاحتفاظ بنجوم الفريق لمواسم قادمة، حيث يملك التعاون جميع عقود لاعبيه عدا ثلاثة بنظام الإعارة اثنان منهم غير أساسيين، فيما انتهت مدة عقد هدافه الكاميروني إيفولو بعد ثلاثة مواسم ناجحة مع الفريق. المجلس التنفيذي روح النجاح يعتبر المجلس التنفيذي بالتعاون أهم مكتسبات العشرية الأخيرة في عمر التعاون خلال ستين عاما بعد أن تأسس في العام الأخير في دوري الدرجة الأولى واستطاع أن يقود النادي بفكر مالي وإداري مختلف إلى الصعود ومن ثم الثبات ودعم الحضور، وأصبح هذا المجلس نموذجا مطلوبا في كثير من الأندية بعد توالي تحقيق النجاحات، واستطاع المجلس في الأعوام الثلاثة الماضية أن يقدم عملا مختلفا اعتمد على الإدارة المالية المميزة والتفكير بالمستقبل مما جعل التعاون منظومة عمل فكرية ورياضية ومالية، حيث انضمت إلى النجاح الذي حققه الفريق الأول بالتعاون نجاحات أخرى لفرق النادي، ونجاح في المسؤولية الاجتماعية التي يسجل التعاون كأحد أهم محركيها بين الأندية المحلية، وكذلك نجاح الفكر المالي الذي جعل التعاون بلا ديون متعثرة بين الأندية، واستطاع أن يكون المبادر الدائم للتخطيط المستقبلي وإقرار مشاريعه التطويرية التي ستسهم المنشأة الجديدة التي توشك على الانتهاء بتحقيق المزيد من النجاحات. نجوم من إبداع يحق للتعاونيين المفاخرة بنجوم فريقهم، فالأفضلية التي يحققها اللاعبون كانت بالأرقام والحقائق، فأفضل صانع ألعاب بالدوري هو نجم الفريق جهاد الحسين، وهداف السعوديين عبدالمجيد الرويلي وأفضل محور ساندروا مانويل وأفضل الخامات الشابة بالفريق بعد أن استطاعت الإدارة الفنية بالفريق تحويل هذا التكامل إلى منظومة نجاح رغم التعثرات التي حدثت. الرويلي.. سعودي عالمي سجل اللاعب عبدالمجيد الرويلي نفسه في مقدمة لاعبي العالم للموسم الحالي في تسجيل الأهداف بالكرات الثابتة عندما سجل ثمانية أهداف من كرات ثابتة، متخطيا نجوما عالميين منهم الأرجنتيني الشهير ميسي لاعب برشلونة. وحقق عبدالمجيد في 25 مباراة لعبها أساسيا 13 هدفا سجلها وهو لاعب المحور ليضيف إلى تميزه الفني تميزا أخلاقي، حيث لم يحصل طوال الدوري إلا على بطاقة صفراء واحدة فقط.