خطابان يستعملهما نظام الملالي في طهران، الأول خارجي وهو خطاب الزحف والتزلف وموجه بالتحديد إلى الغرب عبر القنوات الديبلوماسية والمؤسسات الدولية، والثاني هو خطاب النفخ والدجل وموجه إلى الداخل الإيراني وتحديدا إلى التيار المتشدد إن وجد حقا داخل إيران. إن كان الخطاب الأول أي خطاب للتزلف يتكفل به وزير خارجية النظام المهرج ظريف وأحياناً يعينه في ذلك روحاني، وأهدافه إبقاء الحرارة المستجدة بين طهران وواشنطن بمستواها الحميمي، فإن الخطاب الثاني أي خطاب النفخ والدجل أسياده قادة الحرس الثوري ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني. لاريجاني الطامح إلى خلافة خامنئي وفق ترشيحات الحرس الثوري، آخر مستجدات خطاب النفخ الذي يجيده إنه دعا وزارة الخارجية الإيرانية إلى طرح قضية سرقة أمريكا للأرصدة الإيرانية في محكمة لاهاي. يطالب لاريجاني من وزارة خارجيته بمقاضاة أمريكا، فيما وزير خارجيته يعيش شهر عسل مع نظيره كيري. لاريجاني يدرك أن ما يقوله وإن كان في العبارة موجه إلى ظريف ووزارته، إلا أنه في الهدف والمضمون موجه للشعب الإيراني وذلك بهدف استكمال كذبة «الموت لأمريكا». لاريجاني يريد أن يقول للإيرانيين لا تصدقوا أننا عقدنا اتفاقا مع الأمريكان ولا تصدقوا أننا لم نعد بحرب معهم ولا تصدقوا أنهم قادرون على تفتيش كل منشآتنا متى أرادوا ولا تصدقوا أنهم (أي الأمريكان) هم من يحدد ماهية صفقاتنا الخارجية وكيف نصرف أموالنا. حقائق يسعى لاريجاني لنفيها، وليس بقادر حتماً على ذلك، لا بل يدرك أنه لا يجرؤ هو ومرشده على مقاضاة أمريكا، هو دجل يمارسه لاريجاني ومعه قادة الحرس الثوري لتغطية جثث المستشارين العسكريين الإيرانيين في حلب وريفها. قهقهات ضحكات ظريف مع كيري لا يمكن للاريجاني منعها من الوصول إلى مسامع الإيرانيين، كما أن رائحة جثث المقاتلين الإيرانيين في خان طومان لا يمكن منع الإيرانيين من تنشقها.هو خطاب النفخ الذي يمارسه نظام الملالي مع شعبه، خطاب حصاده الخسارة .. من يراهن؟!..