نقلت وكالة روسية عن مصادر إيرانية استعداد لجنة الأمن القومي الإيراني للالتئام لتدارس ماحدث في معركة خان طومان بريف حلب، وكيفية استعادت جثث القتلى وإطلاق سراح الأسرى، في أقسى خسارة يتعرض لها الجيش الإيراني ومرتزقته. و قال مصدر إيراني، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية، إن لجنة الأمن القومي الإيرانية، ستبحث ما جرى في بلدة خان طومان في ريف حلب الجنوبي بحق القوات الإيرانية. وأوضح المصدر أن اللجنة «ستبحث سبل استعادة الإيرانيين الذين تم أسرهم هناك وستتخذ القرارات المناسبة في هذا الشأن». في حين نقلت وكالة «ميزان» الإيرانية عن إسماعيل كوساري رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الإيراني قوله «وفقاً لأحدث الأرقام، قتل 13 من المدافعين عن الضريح وأصيب 18 وأسر خمسة أو ستة.» وفي الوقت الذي تتواصل ردود الفعل الإيرانية الهستيرية على مقتلة خان طومان في ريف حلب الجنوبي، والتي نفذها جيش الفتح بحق العشرات من القوات الإيرانية، أدانت الخارجية الإيرانية ما وصفته «احتلال خان طومان»، وتعهد أبرز مسؤول إيراني ب»القصاص الشديد». وقال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، الهيئة الأبرز في إيران والمسؤول عن رسم السياسية العامة للدولة وتعيين المسؤولين والضباط فيها بمن فيهم المرشد الأعلى، محسن رضائي بعد مقتلة خان طومان: «سنقتص منهم قريباً قصاصاً شديداً». ومضى رضائي بالقول إن» التكفيريين كانوا يتلقَّون خلال هجومهم إسناداً نارياً من قِبل قوات الجيش السعودي والتركي ودافعت القوات السورية وحلفاؤهم والمستشارون الإيرانيون دفاعاً بطولياً وكبَّدوا التكفيريين خسائر فادحة، وإن أجر هؤلاء الشهداء مضمون لدى البارئ تعالى»، وهذا الحديث الهستيري يدل على مدى الألم الذي لحق بإيران وقواتها، وحجم الخسائر الذي تسبب باتشاح إيران بالسواد بانتظار جثث قتلاها التي من المقرر أن يبدأ وصولها تباعاً، بانتظار استرجاع بقية الجثث التي مازالت بيد الثوار. تصريحات رضائي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت كأول رد رسمي بهذا المستوى، ويأتي في إطار التهدئة ورفع المعنويات التي إنهارت تماماً بعد مقتلة خان طومان، إذ ظهر جلياً التخبط في الإعلام الإيراني، الذي صُدم من هول الخسائر، وحاول تطويق الأمر، ومنح القتلى صفات الهية بغية تخفيف آثار الخسائر، وضمان تدفق مزيد من المقاتلين إلى سوريا. ومن بين الردود غير المتوازنة ما حمله تصريح نائب وزير الخارجية أمير حسين عبداللهيان الذي أدان بشدة ما اعتبره «احتلال» خان طومان وكأنها أرض إيرانية. قال عضو بارز بالبرلمان الإيراني أمس إن المعارضة السورية المسلحة أسرت ما يصل إلى ستة جنود إيرانيين وذلك بعد يومين من تأكيد الحرس الثوري وقوع خسائر في معركة قرب حلب. وسيطر المعارضون يوم الجمعة على قرية خان طومان على بعد نحو 15 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من حلب وقتلوا عددا من الجنود الإيرانيين ليكبدوا طهران أحد أكبر خسائرها في سوريا. ونقلت وكالة ميزان الإخبارية على الإنترنت عن إسماعيل كوساري رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الإيراني قوله «وفقا لأحدث الأرقام ..قتل 13 من المدافعين عن الضريح وأصيب 18 وأسر خمسة أو ستة». وتطلق إيران على قواتها في سوريا وصف «المدافعون عن الضريح» في إشارة إلى مسجد السيدة زينب- حفيدة النبي محمد- صلى الله عليه وسلم، الذي يقال إنها دفنت به قرب دمشق. وهذه المرة الأولى التي تؤكد فيها إيران أسر أي من مقاتليها في سوريا. وفي ديسمبر الماضي قال مقاتلو المعارضة في خان طومان إنهم أسروا إيرانيين اثنين لكن طهران لم تؤكد ذلك. وشن تحالف جيش الفتح أحدث هجوم على خان طومان. ونشر جيش الفتح وجماعات تابعة له مقاطع فيديو وصورا على مواقع التواصل الاجتماعي لما بدت أنها جثث مقاتلين إيرانيين أو مقاتلين آخرين سقطوا في خان طومان.