تابعت إيران أمس، حملة على وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي حذرها من هجوم عسكري، إذا لم تفِ بالتزاماتها في اتفاق جنيف الذي أبرمته مع الدول الست المعنية بملفها النووي. ودعا رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني إلى اتخاذ «خطوات عملية لمواجهة تهديدات» واشنطن، وحضّ على رفع الموازنة العسكرية. في غضون ذلك، وصل إلى طهران أمس، رئيس هيئة «الحكماء» كوفي أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، والعضوين في الهيئة الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري وأبرز أساقفة جنوب أفريقيا دزموند توتو. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام، هدفها «تأكيد الدور الإقليمي والدولي لإيران، في تسوية المشكلات، وتنمية العلاقات على أساس الثقة والاحترام». وهيئة «الحكماء» منظمة غير حكومية تضم شخصيات بارزة شغلت مناصب رسمية، أسسها عام 2007 الرئيس الراحل لجنوب أفريقيا نلسون مانديلا. إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) بأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يزور طهران غداً، للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف. ورجّحت أن يناقش الجانبان «العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما إبرام اتفاق لمجلس التعاون الاستراتيجي، والملف النووي الإيراني وقضايا إقليمية». وأشارت إلى أن البلدين أبرما اتفاقاً لتبادل السجناء. وعلى صعيد تصريحات كيري، قال لاريجاني إن «تلويح» الوزير الأميركي بهجوم على إيران، «يتطلّب تفهّماً لحساسية الوضع، واتخاذ خطوات عملية لمواجهة ممارسات أميركا وتهديداتها». وشدد على وجوب «تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد، لرفع مستوى جاهزيتها»، معتبراً أن الموازنة العسكرية «ليست كافية لرد عملي على أميركا، بل يجب رفعها لنستطيع الرد في شكل عملي على تصريحات الساسة الأميركيين»، علماً أن صحيفة «شرق» أوردت أن الموازنة التي اقترحتها الحكومة تخصص للقوات المسلحة مبلغاً يقل بنسبة 9 في المئة عن موازنة السنة الحالية. أما النائب المحافظ البارز غلام علي حداد عادل، رئيس كتلة الأصوليين في البرلمان، فاعتبر أن «الأميركيين يريدون أن يوحوا بأن اتفاق جنيف إنجاز سياسي لهم، محاولين التغطية على إخفاقاتهم المتكررة في السياسة الخارجية». الشيخ علي سعيدي، ممثل مرشد الجمهورية علي خامنئي في «الحرس الثوري»، علّق على «تهديدات» كيري قائلاً: «جاهزيتنا الآن أكبر من أي وقت، وشبابنا حاضرون في الساحة كما في بداية الثورة». ورأى أن الثورة الإيرانية «تجاوز نطاق تأثيرها، الثورتين الفرنسية والروسية». أما الجنرال يدالله جواني، وهو جنرال في «الحرس الثوري» ومستشار لعلي سعيدي، فاعتبر أن «الأميركيين يدركون جيداً أن ردّنا سيكون ساحقاً ومدمراً جداً، إذا ارتكبوا أي خطأ». ووصف تصريح كيري بأنه «بالٍ» و «فارغ»، معتبراً أن تكرار واشنطن «تهديداتها العسكرية ضد إيران سيجعل هذه التهديدات عديمة القيمة». ونصح جواني المسؤولين الأميركيين ب «العودة إلى رشدهم»، مضيفاً: «إذا شنّوا هجوماً على إيران، سيدخلون معركة لن يخرجوا منها سالمين». وكانت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم اعتبرت أن كلام كيري «غير منطقي وليس ديبلوماسياً»، مشددة على انه «ينتهك قواعد الحقوق الدولية وميثاق الأممالمتحدة». وزادت: «يبدو أن لدى مجموعة معارضة لاتفاق جنيف، ومتورطة في ترويج العنف في المنطقة، تأثيراً غير بنّاء على الساسة الأميركيين، وكبحاً يُعتبر اختباراً للسياسة الخارجية الأميركية». فاطمة رفسنجاني على صعيد آخر، أصدرت محكمة حكماً بسجن فاطمة رفسنجاني، ابنة رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، 6 أشهر مع وقف التنفيذ، بعد إدانتها بنشر «أكاذيب» عن السلطات. فاطمة رفسنجاني التي أعلن محاميها أنه سيستأنف الحكم، كانت كتبت تعليقات عن علي لاريجاني وشقيقه صادق، رئيس القضاء. ونفّذت فائزة، وهي ابنة أخرى لرفسنجاني، حكماً بسجنها 6 أشهر، بعد إدانتها ب «التشهير بالنظام». كما اعتُقل شقيقها مهدي هاشمي عام 2012، لدى عودته من لندن، قبل إطلاقه بكفالة. واتُهم مهدي وفائزة بالمشاركة في الاحتجاجات التي تلت إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد، في انتخابات الرئاسة عام 2009.