أبناؤنا في الخارج يكاد يكون من أشهر البرامج الإذاعية التي ساهمت في زمن من الأزمان بربط أواصر القربى بين المبتعثين وذويهم في زمن كانت فيه الاتصالات شحيحة وأعداد المبتعثين أقل مما هي عليه الآن، ومع تقدم وتنوع وسائل التواصل ظلت الغربة هي الغربة. وأي مبتعث تصادفه في بلاد غربته تشعر بإصراره على تخطي أي معضلة تواجهه ومع ذلك تظل بحة الغربة تسكن ملامحه. مجموعة من الشباب والشابات حملوا أحلامهم إلى بقاع مختلفة من هذه المعمورة؛ لكي يحققوا طموحاتهم، وشمروا عن سواعد الجد بحثا عن مستقبل معرفي يحقق لهم أمانيهم. وكما حقق لهم مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث فرصة التحصيل العلمي يجب أن تتوافر كل الإمكانات والاستعداد التام لإلغاء أي من المعوقات التي يمكن لها أن تؤثر في إنجاح هذا المشروع، ولكي لا تتعثر هذه الأعداد المغتربة بسبب إجراءات إدارية بيروقراطية لا تتناسب مع أنظمة الدول المبتعث إليها أبناؤنا فجل الدول التي يدرس بها المبتعثون تمتلك أنظمة إدارية سريعة البت، ومتماشية مع العجلة الزمنية المتوثبة. وكلما توفرت الحلول الإدارية السريعة استطاع طلابنا اجتياز مراحل التحصيل العلمي والعودة للوطن مؤهلين للمشاركة في التنمية الوطنية. ومع كل المحركات الدافعة للمستقبل تظل قضية المبتعثين في حالة ركود بعد حدوث التغيرات الجوهرية على هذا المشروع الضخم، ولأن الاستشعار من أحد العوامل المتنبئة لما يحس به الإنسان من تغير الوضع القائم فإن جميع المبتعثين يخالطهم هذا الإحساس كون الوزارة اعتمدت الصمت حيال أي متغير يطرأ على مشروع الابتعاث، ولم تصارح الجميع عما تنوي فعله وفق سياستها الجديدة. لذلك غدا المبتعثون في حيرة من أمرهم، ليس في تعطل الإجراءات الإدارية، وإنما في النظرة المتأرجحة لمشروع الابتعاث نفسه. ولكي لا تطول الحيرة يستوجب الإفصاح عما عزمت عليه الوزارة في هذا الخصوص؛ لأن كل سنة تمضي هي خسارة على المبتعث، وخسارة على الوطن لتأخير مشروع استثماري بشري لم يصل إلى مبتغاه بعد. ولأننا لم نعد نتذكر المبتعثين، فهذه المقالة استعادة لذكرى خاصة بعد سماعي لأغنية نجاة الصغيرة (حبايبنا عاملين ايه في الغربة).