حملت مناورات «رعد الشمال» رسائل عدة حددها المكان والزمان والتطورات الإقليمية ولا يمكن فصل التدريبات الأضخم في تاريخ المنطقة عن الحراك السعودي على الصعيدين السياسي والعسكري لتجنيب المنطقة ويلات الحروب والمزايدة والتدخلات العبثية . ويظهر هذا التمرين قدرة الشعوب العربية والإسلامية على توحيد العمل والاعتماد على إمكاناتها البشرية ورفع الكفاءة القتالية لمواجهة التهديدات وحماية أوطانها ضد أي معتد وتوجيه رسالة للتنظيمات الإرهابية والميليشيات الخارجة عن القانون وردع كل من تسول له نفسه العبث بهيبة وسيادة دولها وإظهار الحزم والعزم والرغبة بأن يسود الأمن والسلامة المنطقة . وتزامنت مناورات رعد الشمال مع ارتفاع حدة الاضطرابات في المنطقة حيث تنشط المجموعات الإرهابية التي باتت تهدد الأمن والسلم ومع ارتفاع حدة المواجهات في بؤر الصراع .. وتباطؤ المجتمع الدولي ومراكز صنع القرار في اتخاذ مواقف حازمة ورادعة ضد التدخلات الخارجية في مصير شعوب دول المنطقة والتخلص من الوصاية ومزاجية الحلفاء السياسيين . ووجهت عملية «رعد الشمال» رسالة مفادها أن الرياض تملك القدرة على قيادة تحالف عربي وإسلامي استمرارا لدورها المحوري في نزع فتيل الأزمات التي تختلقها التنظيمات والدول المارقة .. إلى جانب حراكها الدبلوماسي هنا وهناك لتجنيب المنطقة المخططات العبثية، كما أن هناك رسالة أخرى حملها التمرين للسياسية البراغماتية التي تتبعها واشنطن والغرب مع دول المنطقة مفادها أن الأمة العربية والإسلامية تدرك أن المواقف المتباينة لاتخدم أمنها واستقرارها .. «عكاظ»