فيما تستضيف المملكة اجتماع التحالف العسكري الإسلامي الشهر المقبل، أكد خبراء سياسيون أن تمرين رعد الشمال الذي تجريه المملكة، بمشاركة 21 دولة عربية وإسلامية، يعد الأضخم عسكريا في المنطقة، وقالوا في تصريحات إلى "الوطن" أمس، إن المناورات تأتي في وقت تمر فيه الأمتين العربية والإسلامية بتحديات جوهرية، مشيرين إلى أنها تمثل رسالة رادعة لإيران، والقدرة على التصدي لمشاريعها التخريبية في المنطقة، كما تحمل رسالة أخرى للدول الكبرى التي من المفترض أن ترعى السلم والأمن الدوليين، بأن دول المنطقة ليست في حاجة إليها ويمكنها الاعتماد على إمكاناتها العسكرية. وشدد الباحث السياسي، سلمان الأنصاري، على أن تمرين رعد الشمال هو أكبر مناورة عسكرية عربية على مر التاريخ، مبينا أن 150 ألف فرد سيشاركون فيها. وقال إن هذا التمرين يثبت بشكل كبير أن المملكة أخذت على عاتقها إدارة تنسيق وتفعيل الدور الأمني العربي، وكذلك تعزيز فكرة ومفهوم المصير المشترك، كما يحمل رسالة مهمة للجماعات الإرهابية والميليشيات الفوضوية بأن المملكة وحلفاءها لم ولن يتساهلوا مع المشاريع التخريبية والإرهابية، التي تقوم بها في المنطقة، وأن مستوى الاستعداد الأمني، والعسكري، والسياسي، والجيوسياسي على أكمله لمكافحة كل من يريد أمن المنطقة بالسوء. توحيد العرب والمسلمين يرى المحلل السياسي، الدكتور حمدان الشهري، أن المناورات تسعى إلى توحيد صفوف الدول العربية والإسلامية، وتعد أول مناورة حقيقية بعد الإعلان عن تشكيل التحالف العسكري الإسلامي لمواجهة الإرهاب، مبينا أنه يمثل رسالة قوية لإيران. مشيرا إلى أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، هي رأس رمح العالم العربي، ومن واجبها أن تتصدى للمشاريع الفارسية في المنطقة، التي تهدد النسيج الاجتماعي والإسلامي، في العراق وسورية، موضحا أن المملكة ليست بعيدة عن هذه الأخطار، وذلك في ظل تخاذل المجتمع الدولي عن القيام بواجبه، وإنهاء المأساة السورية.
رفع جاهزية الجيوش أضاف الشهري بأن حكومة المملكة، عندما لمست التخاذل الدولي في إيقاف المجازر، أبدت استعدادها للتدخل البري في سورية، مؤكدا بأن هذه الخطوة تجبر إيران على إعادة حساباتها، كما تجعل روسيا تفكر بأن دخولها في سورية ليس للنزهة، وإنما تكلفته عالية. بدوره، أوضح الخبير فضل البوعينين، أن مناورات رعد الشمال تحقق للأمتين العربية والإسلامية عنصر الأمن الذي يساعدها على المضي قدما في التنمية، ودعم الاقتصاد بشكل عام، مشيرا إلى أن المناورات جزء من رفع جاهزية الجيوش العربية والإسلامية، وقدراتها، وإمكاناتها العسكرية، ضد أي أخطار تواجه الأمة، فالتكتل العربي والإسلامي، سيكون رادعا لأي تحركات طائشة في المنطقة.