فيما تختتم قوات 20 دولة اليوم تمرين رعد الشمال الذي استمر عدة أيام في حفر الباطن، بمشاركة 150 ألف عنصر (ضباط وجنود)، إضافة إلى قوات درع الجزيرة، أكد مراقبون أن التمرين يحمل رسائل قوية للدول ذات السلوكيات المعادية، والمنظمات الإرهابية، خاصة داعش الذي بات يؤرق المنطقة ويهدد أمنها وسلامتها. تكتيكات عسكرية يركز تمرين "رعد الشمال" الذي يعد من أكبر المناورات العسكرية على مستوى العالم، على كيفية التعامل مع القوات غير النظامية والجماعات الإرهابية، وفي الوقت نفسه تدريب القوات على التحول من نمط العمليات التقليدية إلى ما تسمى العمليات منخفضة الشدة. ويشهد التمرين تدريب القوات على استخدام عتاد عسكري نوعي من أسلحة ومعدات عسكرية متنوعة ومتطورة، منها طائرات مقاتلة، فضلا عن مشاركة واسعة من سلاح المدفعية والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي والقوات البحرية في محاكاة لأعلى درجات التأهب القصوى للجيوش المشاركة. نقلة نوعية أكد قائد المنطقة الشمالية اللواء الركن فهد المطير، في تصريح سابق، أن عملية "رعد الشمال" تمثل نقلة نوعية من حيث استخدام القوات كافة في الميدان، حيث تشهد توظيف جميع القدرات المتاحة وفقا لأحدث الخبرات والتكتيكات الحربية، لمضاعفة درجة الأداء في ظل دمج الإمكانات بين كل القوات المشاركة. وتوقع المطير نتائج مفيدة بالغة التأثير لتجربة دمج القوات الأربع بإمكاناتها وقواتها، إضافة إلى المشاركة والدعم من الوحدات العسكرية والقوات المتطورة التابعة لها. وأوضح أن جميع الجهات المعنية وفرت كل الإمكانات الإدارية والتموينية لإنجاح التمرين، مؤكدا أن مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن قادرة على استيعاب القوات الضخمة التي تشارك في التمرين. أمن المنطقة يأتي هذا التمرين في ظل تنامي التهديدات الإرهابية، وما تشهده المنطقة من عدم استقرار سياسي وأمني، كما يعكس رغبة الدول المشاركة في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، لا سيما أن المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري، شدد في مؤتمر صحفي عقده أخيرا على أحقية المملكة ودول الخليج في اتخاذ ما تراه لحفظ أمنها الوطني، مشيرا إلى أن منطقة الشرق الأوسط تمر بأوضاع غير مستقرة واضطرابات، في ظل وجود عناصر مزعزعة للاستقرار. تهديدات إرهابية وأشار إلى أن هناك تهديدات إرهابية، ودولا ذات سلوكيات معادية، وتدخلات أجنبية، وثقافة مصالح دولية في المنطقة، وتقاطعات للمصالح. وأكد أن الجميع يعلم ما هو السلوك السياسي لإيران في المنطقة، فهي أول من ابتدع تنظيم عمل ميليشيات حزب الله والحوثي اللذين يتبعان إيران، كما أن الميليشيات في العراق والميليشيات التي تقتل الشعب السوري جميعها تتبع إيران، وهذا تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدول الجوار ودول الخليج. وأضاف أن انتشار الميليشيات الخارجة عن القانون في المنطقة لا يبشر بخير، ويجب التحرك للقضاء عليها، مؤكدا أن تمرين رعد الشمال يهدف إلى رفع جاهزية القوات المشاركة فيه، واكتساب مزيد من الخبرات العسكرية للوصول إلى الجاهزية والتكامل. وبشر العميد العسيري بقرب وصول قوات الشرعية إلى العاصمة اليمنية صنعاء. رفع كفاءة الجيوش وقال العسيري إن القوات العسكرية المشاركة في تمرين رعد الشمال، والتي تضم دولا عربية وإسلامية وصديقة، إضافة إلى درع الجزيرة بقيادة المملكة، نفذت تدريبات عسكرية ميدانية تكتيكية واسعة لاختبار جاهزية القوات بتطبيق وتنفيذ التمارين التي بدأت بالمناورات العسكرية، وذلك بهدف رفع كفاءة الجيوش في مواجهة حرب العصابات والقوات غير النظامية.