أوصلت اليونان اليكسيس تسيبراس، إلى الحكم قبل سنة بالضبط، آملة في طي صفحة التقشف، لكن بعد عام من المعارك السياسية والاقتصادية بات دائنو البلاد أكثر ارتياحا لتسيبراس من اليونانيين أنفسهم. فرئيس الوزراء اليساري الراديكالي (41 عاما)، يتابع منذ 25 يناير 2015، «سنة تدرب طويلة على الحكم، فهو الآن يخسر ديناميكيته»، كما قال أستاذ العلوم السياسية جورج سيفرتزيس، وبات تسيبراس يتعرض لمزيد من الانتقادات في بلاده، وقال سيفرتزس إن «تسيبراس يخسر ديناميكيته». فيما أوضح النائب تيودور فورتساكيس «الديموقراطية الجديدة» «من دواعي السرور أن تسيبراس هذه السنة لا يشبه تسيبراس السنة الماضية، إلا أن حزب سيزيرا تصرف تصرفا غير مسؤول خلال الأشهر الثمانية الأولى من التفاوض المزعوم». وتابع : «منذ ذلك الحين، تتأخر بعض الإصلاحات لأن نقاطا أساسية ما زالت عالقة مثل إصلاح رواتب التقاعد التي سينفذ إضراب عام حولها في الرابع من فبراير من العام الماضي». والانتقاد الآخر الموجه إلى تسيبراس كما يؤكد فورتساكيس، هو تغاضيه عن ممارسة سيريزا «المحاباة على مستوى غير مسبوق» في بلد تعد فيه هذه الآفة مرضا مزمنا. إلا أن هذا التأخير لم يقلق «وكالة ستاندرد آند بورز» للتصنيف الائتماني التي عمدت مع ذلك الجمعة الماضية إلى رفع التصنيف السيادي لليونان من (سي سي سي+ إلى بي-)، مراهنة على أن أثينا ستكون قد نفذت «قبل نهاية مارس المقبل الشروط الواردة في الخطة. وسيحمل ذلك أخيرا الجهات الدائنة على أن تخفف ديون البلاد (190 % من إجمالي الناتج المحلي، وعلى أن يعتبر اليونانيون هذه الخطوة انتصارا سياسيا لتسيبراس. وقال الخبير الاقتصادي لدى صندوق ناتيكسيس للادخار خيسوس كاستيلو: «الجهات الدائنة ترى أن تسيبراس يتشبث بالخطة، وهي لا تريد خلافا جديدا مع اليونان لأن لديها اهتمامات أخرى». ومن تلك الاهتمامات، أزمة المهاجرين التي تتصدرها اليونان بعدما عبر أراضيها 800 ألف شخص في 2015، أي 80 % من إجمالي الذين دخلوا الاتحاد الأوروبي. فهو لم يستطع خلال سنة أن يحقق من برنامجه اليساري إلا الإصلاحات الاجتماعية، كإمكانية حصول أبناء المهاجرين المولودين في اليونان على الجنسية اليونانية، وقد قام أيضا برحلات كثيرة، معربا عن حرصه على التوازن بين الولاياتالمتحدة وروسيا. ونقطة ضعف تسيبراس تتمثل بأكثريته النيابية الهزيلة (153 من 300 نائب) التي لم يؤمنها إلا من خلال المقاعد العشرة لحليفه اليمني حزب «اليونانيون المستقلون».