بعد ثمانية أشهر على الموجة التي حملت حزب «سيريزا» إلى السلطة للمرة الأولى، يسعى رئيس الوزراء اليوناني المنتهية ولايته ألكسيس تسيبراس إلى تعبئة مؤيديه مجدداً، مؤكّداً ثقته بالعودة إلى السلطة اليوم، وليكون فوزه هذا بمثابة «رسالة إلى أوروبا». وقال تسيبراس أمام جموع من الأنصار أول من أمس، وفي طليعتهم رئيس حزب «بوديموس» الإسباني: «إننا نناضل من أجل الانتصار الكبير لليسار في اليونان حتى يبقى الأمل في أوروبا»، مضيفاً أن «رسالة انتصارنا ستكون موجهة إلى بابلو (إيغليزياس) في إسبانيا و(جيري) أدامز في إرلندا وإلى رئيس وزراء تقدمي في البرتغال»، وذلك قبل أشهر من الانتخابات في هذه البلدان. وكانت هذه آخر فرصة متاحة لتسيبراس لنيل تأييد 10 ملايين ناخب يوناني سيختارون اليوم 300 نائب وحكومة بعد استقالته في 20 آب (أغسطس)، إذ واجه معارضة من الجناح اليساري لحزبه لتوقيعه خطة مساعدة دولية ثالثة خلال خمس سنوات بقيمة 86 بليون يورو. وبعدما ظلت استطلاعات الرأي غير محسومة على مدى أسابيع، أظهرت أول من أمس أرجحية واضحة لصالح «سيريزا». وما يلعب لصالح تسيبراس (41 سنة) حذاقته السياسية وسمعته النزيهة التي لم يلطخها أي فضيحة، في مواجهة خصمه من حزب «الديموقراطية الجديدة» فانغيليس مايماراكيس (61 سنة) الموصوم بسمعة حزبه المتهم بالمحسوبية، غير أنه يوحي بالطمأنينة بما في ذلك للدائنين. وقد ينتخب اليونانيون في نهاية المطاف المرشحيَن، وهو ما يتمنّاه مايماراكس زعيم «الديموقراطية الجديدة» بالوكالة منذ شهرين، الذي أتاحت شخصيته المتكتّمة للحزب النهوض في شكل ملفت بعد هزيمته في كانون الثاني (يناير) الماضي، وخياره «تشكيل فريق وطني مع كل الذين يودون المشاركة فيه». غير أن تسيبراس يؤكّد قدرته على تحقيق الغالبية المطلقة ويرفض من حيث المبدأ هذه اليد الممدودة، معتبراً أن ائتلافاً واسعاً من اليمين واليسار سيكون تحالفاً «ضد الطبيعة». وسيترتب على الفائز التفاوض على تحالفات من أجل الحصول على غالبية متينة في البرلمان، مع أحزاب مثل باسوك (اشتراكي) وتو بوتامي (وسطي)، وقد صوت الجميع في 14 آب (أغسطس) الماضي لصالح خطة الإنقاذ التي سيكون تطبيقها أبرز مهام الحكومة المقبلة، المطالبة الشروع بنحو 15 إصلاحاً يعتبرها الدائنون الدوليون «ذات أولوية»، ويتحتم إقرارها «بحلول الشهر المقبل».