أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي، أن الفرق المبتدعة تفرق صف المسلمين وتستحل الدماء المعصومة وتجفو العلم وأهله وتفتي بالجهل والضلال. وأوضح في خطبة الجمعة في المسجد النبوي أمس، أن المسلم بحاجة إلى الدعاء دائما وفي هذه الأيام بصفة خاصة، مع تظاهر الفتن وكثرتها، وحلول الكوارث المدمرة ونزول الكربات بالمسلمين، وظهور الفرق المبتدعة، والأضرار التي لحقت بكل فرد مسلم، لافتا إلى أنه في هذه الأحوال العصيبة تشتد الحاجة إلى الدعاء. وبين أن من أسباب الصلاح والإصلاح والفلاح وتتابع الخيرات وصرف النوازل والعقوبات ورفع المصائب، الدعاء بإخلاص وحضور القلب والإلحاح لقوله تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم). وقال «قدر الله أسباب كل خير وسعادة في الدنيا والآخرة، وقدر أسباب كل شر في الدارين، فمن أخذ بأسباب الخير والفلاح ضمن الله له صلاح دنياه وكان له في الآخرة أحسن العاقبة مخلدا في جنات النعيم فائزا برضوان الرب الرحيم، لقوله تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، ومن عمل بأسباب الشر حصد جزاء عمله شرا في حياته وبعد مماته». وأضاف إن الدعاء مرغوب فيه في كل وقت فهو عبادة يثيب عليها الرب أعظم الثواب، وهو محقق للمطالب كلها الخاصة والعامة الدينية والدنيوية في الحياة وبعد الممات، ولمنافع الدعاء العظيمة شرعه الله بالعبادات المفروضة وجوبا أو استحبابا رحمة من ربنا سبحانه لنعمل بهذا السبب الذي علمنا الله إياه ولو لم يعلمنا الدعاء لم نهتد إليه بعقولنا لقوله تعالى (وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم). وحذر إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين من ترك الدعاء، مبينا أن الله عزل وجل ذم الذين يتركونه عند نزول العقوبات وتظاهر الفتن لقوله تعالى (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهِم وما يتضرعون) لافتا إلى أن ترك الدعاء بالكربات إصرار على الذنوب واستخفاف ببطش الله الشديد (إن بطش ربك لشديد) مشددا على أن الدعاء سبب عظيم لنزول الخيرات والبركات ودفع الشر أو رفعه عن الداعي.