خسارة الاتحاد أمام منافسه التقليدي الأهلي.. ثمنها ثلاث نقاط جيرت من حسابه إلى رصيد الأهلي في «بنك» دوري جميل.. ولكن فوز الأهلي المعنوي بحجم بطولة طال انتظارها، ويأتي بمثابة التعويض عن «سنوات الضياع».. وتخدير لعشاق الأخضر الذين يتخطاهم قطار الدوري في كل موسم وعجزوا عن اللحاق به، إضافة إلى تحقيق رقم قياسي جديد يدون في السجل الحافل لقلعة الكؤوس بزيادة رصيده من عدد مباريات الفوز على نمور آسيا. ولكن الكارثة التي كان يترقبها عشاق العميد وحذروا منها وعاشوا في حالة رعب وقلق من وقوعها في أي لحظة، حدثت في لقاء الديربي.. كما هو حال سكان عروس البحر الأحمر بعد فاجعة السيول الأولى.. فريق إداري يعمل بالوكالة، ومدير فني (مقال) متواضع الإمكانات، نجوم منتهو الصلاحية، وشباب انضموا حديثا ولكنهم غيبوا مع سبق الإصرار والتعمد.. جميعنا يدرك أن الموسم الناجح لأي فريق يقاس بتحقيق البطولات وليس بعدد مرات الفوز وعدد الأهداف والهداف وأفضل حارس، ولا يختلف جمهور العميد على أن فريقهم لا يزال في طور البناء، ولا يمكن أن تبني فريقا تحت إشراف مدير فني متواضع وعناصر غير منضبطة وأجانب غير مؤثرين ودكة بدلاء غير مستخدمة وأسماء مستهلكة.. إلى جانب أن الاستقرار الإداري والمادي لا يجلب البطولات، وهذا الوضع ينطبق على الاتحاد. نتفق على أن طريق العودة ما زال طويلا.. وليست بهذه الطريقة تكون البدايات.. من المشوار الأول للفريق هذا الموسم، أدرك عشاقه أنه لن يذهب بعيدا، وطالبوا بمعالجة الوضع مبكرا.. غير أن الحكم على عناصر الفريق ومديره الفني والانسجام كان يتردد لدى الإدارة بأنه سابق لأوانه، ولابد من إعطائهم الفرصة.. ومن فرصة إلى فرصة انكشف المستور وبدأت صافرات الإنذار تنطلق من مدرجات صناع القرار.. والتحذير من أن الاستمرار على تلك الحالة وتذبذب المستوى شيئا فشيئا سيوصل الفريق إلى حافة الهاوية.. ولن يقبل عشاق العميد أن يفقد الكيان الاتحادي هيبته على حساب كائنا من كان (الإدارة وملحقاتها) أو (عناصر الفريق وقائدهم).. كيف لناد تربع على قمة الأندية الآسيوية أن يستمر بهذا الوضع المتهالك؟ إنه عميد آسيا يا سادة.