اكد ل«عكاظ» الدكتور منصور بن عطية المزروعي مدير مركز التميز لابحاث التغير المناخي في جامعة الملك عبد العزيز، ان تأخر هطول الامطار بجدة يرجع لقلة المنخفضات الحركية على شرق البحر الابيض المتوسط، وتصاحبها عادة جبهات هوائية باردة تتحرك من الغرب الى الشرق، ويمتد تأثير هذه المنخفضات حتى منطقة مكةالمكرمة. وبين ان تأخر الامطار يرجع ايضا لضعف قوة التبريد العلوي في طبقات الجو العليا، وضعف نشاط منخفض السودان على مستوى سطح الارض، لافتا الى ان موسم هذا العام يعد مغايرا لما سبق، حيث لوحظ نشاط المنخفضات الحركية مبكرا. واوضح ان هطول الامطار يعتمد بشكل رئيس على توافر العناصر السابقة، فقوة نشاط منخفض السودان وتعمق هذه التيارات الرطبة الى شمال المملكة، تحتاج لتواجد منخفضات حركية مصاحبة لتبريد علوي يساعد على تكون السحب والامطار. وكشف ان حالة عدم الاستقرار التي تتعرض لها المملكة حاليا تتأثر بها المناطق الشمالية والشمالية الغربية ومعظم ساحل البحر الاحمر غرب المملكة، اضافة لمنطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة وحائل، ومحافظة جدة نسبيا. واشار الى ان حالة عدم الاستقرار المتوقعة هي نتيجة التفاعل بين كتل الهواء المداري الدافئ المحمل ببخار الماء والمصاحب لمنخفض السودان الموسمي مع كتل الهواء البارد القادم من الشمال والمصاحب لاخدود هوائي بارد متعمق في طبقات الجو العليا، ما يؤدي لتشكل السحب المنخفضة والمتوسطة والتي قد تكون رعدية فوق بعض المناطق يصاحبها هطول مطري من متوسط الى غزير نتيجة لهذا التفاعل بين الكتل الهوائية المختلفة. واوضح ان مركز التميز لابحاث التغير المناخي يعمل من خلال جهاز السوبركمبيوتر - عزيز- على مقارنة الحالات المطرية السابقة في عامي 2009 و2011 وبعض الحالات عام 2010 مع الحالة المطرية الحالية وتتبع وضعياتها السينوبتكية، خصوصا ان هناك توافقا في المنظومة الديناميكية للعناصر المؤثرة في الحالة، ولكنها بشكل عام اقل قوة من الحالات السابقة، مؤكدا انه يعقب الحالة المطرية دخول الهواء البارد القادم من الشمال مما يؤدي لانخفاض نسبي في درجات الحرارة ثم توالي درجات الحرارة ارتفاعها لتكون حول معدلاتها.