أفاد مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي في جامعة الملك عبد العزيز، الدكتور منصور بن عطية المزروعي، بأن حالة عدم الاستقرار التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية تتأثر بها المناطق الشمالية والشمالية الغربية خاصة، إضافة إلى معظم ساحل البحر الأحمر غرب السعودية. وتتأثر أيضاً بها منطقتا مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وكذلك منطقة حائل، كما تتأثر محافظة جدة نسبياً بحالة عدم الاستقرار هذه. وأوضح الدكتور "المزروعي" أن حالة عدم الاستقرار المتوقعة هي نتيجة التفاعل بين كتل الهواء المداري الدافئ المحمل ببخار الماء والمصاحب لمنخفض السودان الموسمي مع كتل الهواء البارد القادم من الشمال والمصاحب لأخدود هوائي بارد متعمق في طبقات الجو العليا، الذي يؤدي - بإذن الله - لتشكل السحب المنخفضة والمتوسطة، التي قد تكون رعدية فوق بعض المناطق، يصاحبها هطول مطري من متوسط إلى غزير نتيجة لهذا التفاعل بين الكتل الهوائية المختلفة.
كما أفاد "المزروعي" بأنه بالنظر في مخرجات نماذج الطقس العددية، التي يتم تشغيلها بمركز التميز لأبحاث التغير المناخي، وُجدت مؤشرات قوية، ظهرت في مخرجات النماذج العاملة بالمركز، تفيد بتأثر شمال وشمال غرب السعودية بهطولات مطرية فوق المتوسطة، وقد تكون غزيرة، وقد تشمل أجزاء من تبوك وغرب حائل وأجزاء من منطقة الجوف، وأيضاً سواحل منطقة تبوك الجنوبية، ومن ثم يبدأ التأثير على مناطق شمال المدينة وينبع، ثم سواحل منطقة مكةالمكرمة الشمالية، ومنها مستورة ورابغ.
وأوضح "المزروعي" أن هطولات الأمطار تعتمد على تحرك تشكيلات السحب المتوسطة والمنخفضة - بعد الله سبحانه وتعالى - نتيجة لسرعة وحركة الأخدود الهوائي العلوي البارد من الشمال الغربي إلى الشرق.
وأفاد "المزروعي" بأن تأثير الحالة يكون من يوم الاثنين على مناطق تبوكوحائلوالجوف، ومن ثم يكون التأثير من مساء الاثنين حتى الثلاثاء على منطقة المدينةالمنورة، ومن ثم منطقة مكةالمكرمة، ومنها محافظة جدة - بإذن الله تعالى -. وتتأثر الأخيرة بالأمطار من الثلاثاء، التي قد تكون من خفيفة إلى متوسطة الغزارة بشكل عام.
وأشار "المزروعي" إلى أن مركز التميز لأبحاث التغير المناخي يقوم من خلال جهاز السوبركمبيوتر (عزيز) بمقارنة الحالات المطرية السابقة، خاصة التي حصلت في عامي 2009 و2011، وأيضاً بعض الحالات في عام 2010، مع الحالة المطرية الحالية، وتتبع وضعياتها السينوبتكية التي أشارت إلى أن هناك توافقاً في المنظومة الديناميكية للعناصر المؤثرة في الحالة، لكنها بشكل عام أقل قوة من الحالات السابقة. وقد تم عمل هذه الدراسات من خلال محاكاة هذه الحالات من نماذج الطقس، وبدقة عالية جداً، تصل بعضها إلى 1 كيلومتر، ويتم الحصول على نتائجها في أوقات قياسية.
وأوضح "المزروعي" أن جامعة الملك عبدالعزيز، بتوجهات من سعادة مدير الجامعة المكلف الأستاذ الدكتور عبدالرحمن اليوبي، تقوم بتسخير جميع التقنيات البحثية والأكاديمية تحقيقاً لرسالة الجامعة ووزارة التعليم لخدمة المجتمع في مجال الطقس والمناخ من خلال المركز.
كما صرح الدكتور منصور المزروعي بأنه يعقب الحالة المطرية دخول الهواء البارد القادم من الشمال؛ ما يؤدي لانخفاض نسبي في درجات الحرارة، ثم توالي درجات الحرارة ارتفاعها لتكون حول معدلاتها.