كشف ل «عكاظ» رئيس مركز التغير المناخي في جامعة المؤسس منصور المزروعي، أن الأسباب المؤدية لعدم هطول الأمطار في جدة ومعظم مناطق مكةالمكرمة تعود إلى ثلاثة عوامل مناخية، أولها: قلة المنخفضات الحركية على شرق البحر الأبيض المتوسط المصاحبة عادة لجبهات هوائية باردة تتحرك من الغرب إلى الشرق ويمتد تأثير هذه المنخفضات حتى منطقة مكةالمكرمة. وثانيها: ضعف قوة التبريد العلوي في طبقات الجو العليا، وثالثها: ضعف نشاط منخفض السودان على مستوى سطح الأرض والذي هو عبارة عن تيارات جنوبية غربية رطبة ودافئة تتحرك إلى شمال المملكة. وأضاف «يعد شهر يناير أوسط شهور فصل الشتاء (ديسمبر، يناير، فبراير) والذى تتأثر فيه المملكة بعدد من الأنظمة المناخية الرئيسة، وهي: المرتفع شبه المداري ومرتفع سيبيريا ومنخفض السودان، بالإضافة إلى منخفضات البحر المتوسط المتحركة من الغرب إلى الشرق». ولفت إلى أن هطول الأمطار في هذا الفصل يعتمد بشكل رئيس على توافر العناصر السابقة، فقوة نشاط منخفض السودان وتعمق هذه التيارات الرطبة إلى شمال المملكة تحتاج إلى تواجد منخفضات حركية مصاحبة لتبريد علوي يساعد على تكون السحب والأمطار. وحول دقة مخرجات نماذج توقعات الطقس قال الدكتور المزروعي: تقارير التنبؤات الإرصادية هي احتمالات علمية تتناول هطول الأمطار وحركة الرياح والغبار وغير ذلك من مؤشرات الطقس بناء على المعطيات المقاسة، وهي معلومات تحلل بدقة عبر هذه النماذج وتعطي توقعات خلال 3 أيام أو 5 أيام مقبلة، وإن كان هناك خطأ ما في صحة التوقعات فذلك ناتج من تغير المعطيات المقاسة بعد إصدار هذه النماذج لتوقعاتها الإرصادية، مما يتطلب إعادة إصدار توقعات إرصادية بشكل مستمر من هذه النماذج وفقا لتغير عناصر الطقس المختلفة، ومعطيات الطقس المختلفة تتمثل في بيانات الأرصاد من محطات الرصد العالمية السطحية وطبقات الجو العليا وبيانات الأقمار الاصطناعية وبيانات درجات حرارة سطح البحر. وحول موجة البرد التي تمر بها معظم مناطق المملكة بما فيها جدة ومدى استمرارها أوضح: أن موجة البرد مستمرة إلى نهاية شهر يناير في معظم مناطق المملكة، ولكن كما أشرت إلى أن احتمالية تغير عناصر الطقس واردة بين يوم وآخر، كما لا يفوتني أن أنوه أن مركز التميز للتغير المناخي قد حذر من هذه الموجة سابقا وذلك من خلال تقريره الفصلي لشهر يناير وذلك وفقا لمعطيات نموذج المناخ، والذي أوضح أن مخرجات نموذج مناخ جامعة الملك عبدالعزيز التجريبي للتوقعات الفصلية والذي يتم تطويره حاليا في المركز يشير إلى أن شهر يناير 2012 سوف يكون جافا وباردا، وأن مخرجات النموذج تشير إلى وجود احتمالية لهطول أمطار على المناطق الشمالية من المملكة ولكنها أقل من المعدل كما أن هناك احتماليات ضعيفة لهطول الأمطار على أجزاء متفرقه من المحافظات الساحلية لمنطقة مكةالمكرمة، مع عدم وجود دلائل تشير إلى هطول أمطار غزيرة على محافظة جدة، وبالنسبة لدرجات الحرارة فإنه بصفة عامة يتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من معدلاتها خلال شهر يناير وذلك على معظم مناطق المملكة، وقد تشهد المناطق الشمالية للمنطقة الوسطى والشمالية الشرقية انخافضا في درجات الحرارة قد يصل دون الصفر المئوي. وبالنسبة لمحافظة جدة خلص التقرير إلى أن شهر يناير يعد مناخيا ثالث أعلى شهور السنة مطرا بعد شهري نوفمبر وديسمبر وتصل متوسط الأمطار فيه حوالي 11 ملليمتر، وأن مخرجات نموذج المناخ للتوقعات الفصلية يشير إلى أن القيم المتوقعة للأمطار سوف تكون أقل بكثير من المعدل، مشددا على أن هذه التوقعات هي توقعات فصلية بعيدة المدى قد تتغير مستقبلا سواء بالإيجاب أو السلب.