تسطع في الذاكرة الجمعية لأهالي جدة أسئلة ملحة عن أسباب غياب الأمطار والشائعات التي تثور بين الحين والآخر أن هناك تقنيات لتفتيت الغيوم قبل وصولها عروس البحر الاحمر وهو الامر الذي ينفيه خبراء الأرصاد والبيئة. وبين عدد من خبراء الأرصاد والتوقعات المناخية أن هناك حزمة من الأسباب تلعب دورا كبيرا في عدم هطول امطار في مدينة محددة بينما تشهد مدينة مجاورة لها امطار غزيرة، مؤكدين أن حراك الطقس في منخفض السودان له دور كبير في تشكيلات السحب الماطرة في جدة وأن نوم التيارات في المنخفض الجوي له تأثير على غياب المطر عن عروس البحر الأحمر. ورأى رئيس مركز التغير المناخي في جامعة الملك عبدالعزيز منصور المزروعي، ان الأسباب المؤدية لعدم هطول الأمطار في جدة تعود الى قلة المنخفضات الحركية على شرق البحر الأبيض المتوسط المصاحبة عادة لجبهات هوائية باردة تتحرك من الغرب إلى الشرق ويمتد تأثير هذه المنخفضات حتى منطقة مكةالمكرمة، وضعف قوة التبريد العلوي في طبقات الجو العليا، وضعف نشاط منخفض السودان على مستوى سطح الأرض الذي هو عبارة عن تيارات جنوبية غربية رطبة ودافئة تتحرك إلى شمال المملكة، وفي الراهن فإن هذه التيارات نائمة ما يفسر غياب هطول أمطار في جدة. ولفت الى أن هطول الأمطار يعتمد بشكل رئيس على توافر العناصر السابقة فقوة نشاط منخفض السودان وتعمق هذه التيارات الرطبة إلى شمال المملكة تحتاج إلى تواجد منخفضات حركية مصاحبة لتبريد علوي يساعد على تكون السحب والأمطار. وحول دقة مخرجات نماذج توقعات الطقس قال: تقارير التنبؤات الأرصادية هي احتمالات علمية تتناول هطول الأمطار وحركة الرياح والغبار وغير ذلك من مؤشرات الطقس بناء على المعطيات المقاسة، وهي معلومات تحلل بدقة عبر هذه النماذج وتعطي توقعات من 3 إلى 5 أيام مقبلة، وإن كان هناك خطأ ما في صحة التوقعات فإن ذلك ناتج من تغير المعطيات المقاسة بعد إصدار هذه النماذج لتوقعاتها الارصادية، ما يتطلب إعادة إصدار توقعات ارصادية بشكل مستمر من هذه النماذج وفقا لتغير عناصر الطقس المختلفة، ومعطيات الطقس المختلفة تتمثل في بيانات الأرصاد من محطات الرصد العالمية السطحية وطبقات الجو العليا وبيانات الأقمار الاصطناعية وبيانات درجات جرارة سطح البحر. من جهته اعتبر نائب مدير ادارة التحاليل والتوقعات في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة محمد بابيضان، أن فترة هطول الأمطار على جدة تتغير باختلاف فصول السنة، حيث نجد ان فترة الهطول عادة ما تكون في الفترة الانتقالية ما بين فصلي الصيف والشتاء، وان اكبر معدل لتكرار هطول الأمطار هو شهر نوفمبر ويمتد الى شهر ابريل من كل عام. وأشار الى انه بالرغم قلة المعدل السنوي لهطول الأمطار على جدة الا انه قد يحدث في بعض السنوات هطول امطار غزيرة جدا كما حدث في عامي 2009 و2011 التي تسببت في حدوث كارثة سيول جدة المشهورة. وخلص بابيضان الى القول ان النمط المناخي لهطول الأمطار على جدة مرتبط بجغرافية المدينة وموقعها، ولذا فإن عدم هطول امطار لفترات طويلة امر طبيعي من الناحية المناخية. وحول ما يشاع حاليا حول تفرقة السحب نفى المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني ما يتم تداوله عبر المواقع وتقنيات التواصل حول تفريق السحب الممطرة على منطقة جدة أو أي منطقة في المملكة، مبينا ان المملكة بحاجة لكل قطرة مطر لكونها منطقة صحراوية تعاني من الجفاف والتصحر وانحسار الرقعة الخضراء وقلة التشجير وموجات الغبار، والرياح المحملة بالأتربة الكثيفة ليست إلا نتاج تفكك التربة كونها غير متماسكة لقلة الأمطار وعدم وجود مسطحات خضراء. وأشار القحطاني إلى أن الشائعات المتداولة منظمة بغرض إثارة البلبلة واستغلال تواضع وعي المجتمع بالمعلومة العلمية، محذرا افراد المجتمع من الانسياق وراء أي معلومة مجهولة المصدر.