غادر الهلال البطولة الآسيوية من جديد، تاركا خلفه جملة تساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي كانت وراء هذا السقوط المفاجئ وفي الرمق الأخير من مباراته أمام مضيفه الأهلي الإماراتي، ورغم الأداء الجميل الذي قدمه لاعبوه في إياب نصف النهائي خاصة في شوطه الثاني والعودة لأجواء اللقاء، إلا أن ثمة 4 عوامل ساهمت بحسب الجماهير في فقدان بطاقة التأهل في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، وفي ردود فعل النقاد والجماهير والمتابعين اتفقوا على أن الزعيم فرط من الرياض بعد أن فقد أفضلية الفوز على أرضه وإحراج خصمه، فضلا عن فقدانه أوراقا هامة وضعته في موقف حرج أمام ضيفه الإماراتي، إضافة إلى عامل الحظ الذي مازال عصيا في وجه الهلال، ويمكن تلخيص الأسباب فيما يلي: 1 رعونة مجانية دفع الهلال ثمن رعونة وإهمال 4 من لاعبيه في هذه البطولة الكبرى، ورغم أن الانفعال وظروف الخروج من النهائي السابق كان سببا في إيقاف لاعبه ناصر الشمراني، إلا أن الثلاثة الآخرين يتحملون نسبة كبرى من هذا الخروج بعد أن تسبب إهمالهم في تغييبهم عن وقت حاسم ومهم أحرج مدرب الفريق ووضعه في مأزق صعب، فإيقاف اللاعب البرازيلي ديجاو مبارتين نتيجة تصرف يمكن وصفه ب«السخيف» في وقت كان الفريق فيه فائزا، ثم حصول اللاعب سلمان الفرج على بطاقة صفراء مجانية لا قيمة لها في اللقاء السابق انتهاء بغياب الحارس خالد شراحيلي عن الفريق وعدم انضباطه في أهم تدريب لهذه المواجهة، والمتأمل لظروف المباراة يدرك أن دفاع الهلال وحراسته كانا عبئا كبيرا على بقية الخطوط وخسر الأزرق في نهاية الأمر بسلبية تنظيم دفاعي وتواضع إمكانيات الحارس عبدالله السديري، الذي مازال تركيزه دون المأمول والمنتظر. 2 تعالي اللاعبين يرجع النقاد أن الثقة المفرطة والتعالي على الكرة لبعض لاعبي الهلال في قدراتهم، وغياب حضورهم المنتظر مثل نواف العابد وسالم الدوسري اللذين غابا في ساعة الحسم مرة أخرى، لعب دورا كبيرا في إضعاف خط الوسط في شوط المباراة الأول قبل عودة الشلهوب وحلوله بديلا لهما حيث برهن على أنه روح الفريق، بعد أن أعاده لأجواء اللقاء منذ دخوله وإمداد أجنبيي الفريق الميدا والتون بالكرات الهجومية، وسجل غياب سالم على وجه التحديد علامة فارقه إذ كان أقل لاعبي الفريق عطاء وخطورة فيما لم يقدم نواف العابد ما يمكن أن نعتبره دورا مؤثرا في الشوط الثاني، وكان للاعب الشلهوب أدوار مزدوجة نتيجة انخفاض مستواه وتحمل الأخير أعباء ذلك، ولم يكن بدا من وجود الدوسري والعابد معا في ظل إصابة اللاعب خالد الكعبي وعدم جاهزيته الكافية للمشاركة. 3 ظروف التحكيم لعب التحكيم مجددا دورا في سقوط الهلال، وخلال مشواره الآسيوي الحالي تعرض الفريق لسلسلة من الأخطاء الفادحة التي لم تفلح في تعطيله عدا الدور نصف النهائي، وإذا ما استثنينا كم الأخطاء في دوري المجموعات وركزنا على أخطاء الأدوار الإقصائية فإن الهلال حرم في مواجهة دور الستة عشر أمام بيروزي (في الذهاب) من هدف صحيح وركلة جزاء صحيحة أجمع عليها النقاد، فيما حرم إيابا من ركلتي جزاء مماثلة وتغاضي الحكم عن الكثير من القرارات الإدارية التي تستوجب الانتقاد، وفي مباراة دور الثمانية أمام لخويا القطري تغاضى الحكم عن 3 ضربات جزاء ذهابا وواحدة في الإياب، فيما لم يحتسب الحكم الذي أدار مواجهة الذهاب أمام الأهلي الإماراتي ضربتي جزاء صريحة بإجماع النقاد فيما اختلفوا على ثالثة في حين حرم الفريق من ضربتي جزاء لمحترفيه الأجانب التون وإدواردو، ولطالما ظل التحكيم الآسيوي مصدر ضغط على الفريق في البطولة القارية لاسيما بعد أن انتزع لقبا قاريا غير مشروع لصالح فريق سيدني الأسترالي العام الماضي. 4 أخطاء دونيس رغم أن الأداء الجيد للمدرب دونيس في شوط المباراة الثاني أمام الأهلي الإماراتي لكن شوط اللقاء الأول لم يكن الفريق مقنعا في ظل عدم تعاطيه مع ملف الغيابات بالشكل اللائق، ولعل إدخال اللاعب أحمد شراحيلي واللعب بطريقة 5-4-1 بمهاجم واحد كانت سببا في تعرض الفريق لسقوط غير مبرر في الشوط الأول لاسيما في ظل قوة المنافس، وهو الأمر الذي جعل الفريق تحت ضغط البحث عن التعادل الذي ضاع في الرمق الأخير بهدف قاتل، وهو ما اعترف به دونيس الذي قال في تصريحاته الصحفية عقب اللقاء «أنا كشخص أعترف بالأخطاء خسرنا أول 30 دقيقة فقط، لم نكن نلعب بشكل جيد، بعدها تحسنا ولكن لسوء حظنا استقبلنا هدفا في آخر المباراة». وزاد: «لم نلعب بخطة 4 4 2 في الشوط الثاني، لعبنا ب 4 3 1 2، كريري كمحور دفاعي وأمامه نواف والشلهوب، وإدواردو في مركز ال10 ولكن لم تكتب لنا».