لا يبالي سائقو ناقلات الوقود من إيقافها في أي موقع داخل مدينة تبوك، وهذا ما يحدث بالفعل حين تجدها بجوار المساكن أو المحلات التجارية، لتصبح بالتالي «قنابل موقوتة» قابلة للانفجار في أي لحظة، مسببة العديد من الخسائر والوفيات والإصابات للأبرياء. ويقود تلك الشاحنات سائقون وافدون لا يقدرون حجم المسؤولية ولا يعيرون اهتماما لما ينقلونه من خطر، ما يهمهم هو تفريغ الشاحنة في أي وقت وبأي شكل، دون أدنى حرص من جانبهم على أمن المواطن وسلامته. «عكاظ» سألت عددا من المواطنين عما يشعرونه بالفعل إزاء وقوف تلك الناقلات بالقرب منهم بصفة مستمرة، وقال في البدء عبدالله العطوي: «بخصوص شاحنات الوقود، يحتاج الأمر إلى وضع خطة من قبل الدفاع المدني، فيجب ألا تدخل المناطق السكنية إلا بحضور رجل أمن يكون يراقب تفريغ الحمولة، على أن تظل مرابطة على الطرق السريعة بعيدا عن السكان حتى يسمح لها بالدخول»، مشيرا إلى أن المسؤولية تقع على الجهات الرسمية بشأن منع دخول ناقلات الوقود. وأضاف العطوي متسائلا: «كيف يتم إعطاء تصريح لأصحاب محطات الوقود بمزاولة النشاط بين المساكن داخل الأحياء»، موضحا أنه على أصحاب المحطات مسؤولية ثانية بألا يعمل لديهم إلا عمالة مدربة على تفريغ الوقود وكيفية الإنقاذ إذا حدث حريق لا قدر الله». وعن الحلول التي يراها للحد من مثل هذه الكوارث، قال العطوي: «يجب أن يكون سائقو هذه الشاحنات على قدر كبير من المعرفة على مثل هذه الحمولة، ولا مانع من اقتصار قيادتها على السعوديين فقط». إحاطة ب3 شوارع ويرى محمد عبدالكريم الصليع أن مواقع محطات الوقود يجب أن يكون سهلا بالنسبة للوصول إليه من قبل رجال الدفاع المدني، وقال: «يلاحظ أن بعض محطات الوقود تقع وسط الأحياء السكنية وتلاصق بعض العمائر السكنية، وهذا خطر كبير يجب تداركه. ويجب أن تكون المحطة محاطة بثلاثة شوارع حتى يستطيع رجال الدفاع المدني محاصرة النيران من عدة جهات والتحرك بسهولة». ولدى مهند العنزي بعض الاقتراحات، التي من شأنها الحد من وقوع الحرائق في المحطات، لعل من بينها توظيف شاب سعودي لإدارة الموقع، فالملاحظ أن جميع العاملين بهذه المحطات وافدون تنقصهم الخبرة وحسن التصرف عند وقوع الحريق، بل إن بعضهم لا يجيد اللغة العربية، وبالتالي لا يمكن التفاهم معه فيما لو حصل حريق، لا قدر الله. وأضاف العنزي: «من الضروري قيام الدفاع المدني بجولات مفاجئة على المحطات، للتأكد من توفر جميع مستلزمات السلامة، ومن ثم تحرير مخالفة مالية على كل مخالف، كما لا بد من إنشاء خط هاتفي ساخن للمحطات مع أقرب فرع للدفاع المدني». ونبه العنزي إلى أن محطات الوقود تجاورها ورش وبناشر ومغاسل، ومعظم العاملين بها ينامون داخل سكن مصغر، مشيرا إلى بدائية التجهيزات مع وجود زيوت وبنزين وغاز، مؤكدا ضرورة وجود طفايات للحريق مجهزة». كما ذكر العنزي بحرائق شاحنات الوقود مؤخرا، وقال إن المشكلة الرئيسية أنها لا تخضع للرقابة من الجهات المسؤولة، كما لا يدرك سائقوها شروط السلامة أثناء التفريغ، منوها إلى ضرورة تدريبهم على ذلك. للسعوديين فقط من جانبه، أصر منصور نوار الذيابي على طرح سؤال اقتراحي مباشر: «لماذا لا يقتصر العمل في شاحنات الوقود على السعوديين فقط، بتقديم راتب مجز لهم»، وناشد في الوقت نفسه إدارة المرور بسرعة التدخل، بشأن إيقاف السائقين الوافدين لشاحناتهم بعد الدوام داخل الأحياء السكنية، مع توجيه التعليمات الصارمة بضرورة إخراج هذه الشاحنات خارج المنطقة السكنية، أو إيقافها في مواقف خاصة تحت حراسة أمنية، حتى يضمن الجميع عدم حدوث كارثة، لا قدر الله.