أدت الأمطار التي هطلت على منطقة جازان وما صاحبها من رياح وصواعق رعدية، إلى انقطاع الكهرباء عن عدد كبير من المنازل، حيث دامت فترة الانقطاع ساعات، واعترفت شركة الكهرباء بانقطاع التيار الكهربائي عن المنازل، وبينت أن الفرق المختصة قامت بإصلاح الأعطال وإعادة الكهرباء إلى غالبية المشتركين، فيما أبدى عدد من سكان تلك القرى معاناتهم الدائمة أثناء هطول الأمطار من انقطاع التيار لشبكات الكهربائية الهوائية بسبب الرياح والصواعق التي تسقط على المنطقة وتأثير عليها، مشيرين إلى أنهم عاشوا في ظلام دامس. وفي أبو عريش، كشفت الأمطار الغزيرة التي هطلت أمس عن سوء مشاريع الصرف التي نفذتها بلدية أبو عريش وكلفت ملايين الريالات، حيث فشلت قنوات التصريف في شفط مياه الأمطار من الشوارع والطرقات مما أدى لجريانها إلى المنازل والمحلات التجارية المجاورة للطرق مما تسبب في تلفيات في ممتلكات تلك المحلات، الأمر الذي دعا البلدية إلى الاستعانة بصهاريج الصرف لشفط المياه وحجب عيوبها في فشل مشروع التصريف والذي زاد من سوء شوارع المحافظة بعد أن تسبب في تلف الطبقات الإسفلتية وكثرة التشققات والترقيعات بها، كما كشفت الأمطار سوء مشاريع الطرق في المحافظة بعد انتشار الحفر بسبب تجمع مياه الأمطار بها، فيما أعاقت خروج الطلاب والطالبات من مدارسهم بعد أن أغلقت البرك المائية مداخل مدارسهم والتي اختلطت بمياه الصرف الصحي مهددة بكارثة صحية، كما تسببت في حدوث انزلاق عدد من المركبات على الطريق الدولي نتيجة تجمع المياه وسط الطريق مما تسبب في حدوث إصابات بين العابرين. من ناحية أخرى شهد مركز الحقو في محافظة بيش بجازان والقرى التابعة له أمطارا غزيرة استمرت بصفة متواصلة، ما تسبب في إعاقة حركة السير في بعض القرى، واختلاط مياه الأمطار بالصرف الصحي، كما داهمت المنازل في تلك القرى، ما يؤكد غياب تنفيذ مشاريع تصريف الأمطار المنفذة في عدد من الطرق. «عكاظ» تجولت في مركز الحقو بمحافظة بيش ورصدت بعض المنازل المتضررة التي غمرتها المياه، حيث كانت المنازل شعبية وتقع بشكل منخفض عن شوارع القرية مما أدى إلى دخول المياه إليها وغمرها بشكل كامل، حيث وصلت إلى التمديدات الكهربائية، كما رصدت «عكاظ» بعضا من القاطنين وهم ينزحون المياه من أسقف منازلهم التي تضررت بفعل الأمطار، في الوقت الذي كانت فيه المياه تخر من أسقف الغرف الشعبية في المنازل المتهالكة، كما تم رصد التجمعات المائية تغمر الأزقة والطرق الضيقة داخل الأحياء الشعبية بمحافظة بيش. وقد أحاطت التجمعات المائية بالمباني السكنية في بعض قرى مركز الحقو ومنها قرية اللصبة والقنازيز والقوام، حيث تشكلت بحيرات مائية وزادت من حصيلة المستنقعات المائية في جميع الأراضي البيضاء، كما أضرت بالشوارع وأدت إلى حدوث تشققات في الأسفلت وفي مداخل الأحياء. من جهته، قال علي نهاري أحد سكان قرية القنازيز في مركز الحقو إن المياه تجمعت في شوارع القرية وداهمت منزله نظرا لغياب مشروع الصرف الصحي، مما أحدث له أضرارا مادية وتعطل بعض الأجهزة الكهربائية وأثاث المنزل، مشيرا أنها ليست المرة الأولى إذ داهمت الأمطار منزله الشهر الماضي وتسببت وقتها في نفوق 5 من الأغنام وتلف أكياس الشعير والبرسيم والأعلاف كما تسببت في تصدع جدران المنزل، مشيرا إلى إبلاغ البلدية في حينه، حيث حضر مندوبون منها ووعدوا بالحلول إلا أنه تفاجأ بعدم تنفيذ أي حل، وطالب المسؤولين بوضع الحلول السريعة وإنقاذه وأهل القرية من تجمعات مياه الأمطار ومداهمتها لمنازلهم. من جهته، أكد جابر دهاس أن هطول الأمطار في الحقو حول الشوارع إلى برك ومستنقعات في ظل غياب مشاريع تصريف مياه السيول، حيث كشف هطول الأمطار المتواصلة سوء البنية التحتية في معظم الطرق والشوارع بالمنطقة إذ حدثت تشققات وتصدعات في الطرق والمباني الحكومية والمجمعات التجارية، مؤكدا أن الرقابة في المخططات الإنشائية والمتابعة الهندسية ضعيفة للغاية. وبرغم الجهود التي تبذلها إدارة الكوارث والأزمات في الأمانة لسحب المياه من الشوارع التي تعاني من المستنقعات وفتح الطرقات التي تحاصرها الأمطار، إلا أن المياه لا تزال تغمر معظم شوارع المنطقة ولم تسلم الشوارع المؤدية إلى الدوائر الحكومية والمدارس بالمدينة التي تحولت هي الأخرى إلى مستنقعات خصبة للبعوض الذي يثير مخاوف الأهالي والسكان من الأمراض. من جهتها حذرت المجالس البلدية من كارثة استمرار غياب مشاريع تصريف مياه الأمطار وفشل تنفيذ البعض منها، مما تتسبب في زيادة رقعة المستنقعات الحاضنة للبعوض داخل المدن والقرى.