يفقد السائق السيطرة على المركبة في أحد المنعطفات الخطرة في جبل.. يتعالى صراخ من في السيارة.. وتهوي من ارتفاع 900م لتستقر في سفح الجبل مهشمة بالكامل.. يموت كل من فيها عدا واحد.. هذا ليس مقطع فيلم إكشن.. بل حادث حصل لعائلة سعودية مكونة من ثمانية أشخاص تستقل سيارتها قادمة من وادي دفا في طريقها للداير بمنطقة جازان من أجل الترفيه والسياحة.. هذا ما نشرته «عكاظ» قبل أيام -رحمهم الله وتقبلهم شهداء عنده. مبدئيا كلنا نؤمن بقضاء الله وقدره.. وسؤالي هل اتخذنا نحن كجهات مسؤولة الأسباب واحتياطات الأمن والسلامة في طرقنا خاصة عند المنعطفات الخطيرة وبالذات في المناطق الجبلية.. لا أعتقد أن ذلك حدث. مارأيته بنفسي في إحدى رحلاتي للسياحة في الجنوب قبل سنوات التي عدت منها والحمد لله سالما أنا وأسرتي أن هناك قصورا خطيرا في إجراءات الأمن والسلامة في بعض الطرق خاصة الجبلية خارج الخطوط الرئيسية. كان بالإمكان أيها الإخوة وضع الإشارات واللوحات الإرشادية المضاءة خاصة في الليل قبل المنعطفات بمسافة كافية والموضوع بمجمله لا يحتاج منا إلى اختراع أو اجتهاد، فقط نطبق المواصفات الهندسية في هكذا حالات. ونستخدم ما يعرف هندسيا بخط الدفاع الأخير وهو حائط الحماية (المصدات) عند مناطق الهاويات وهذا مثبت في المواصفات الهندسية. وتكون هذا المصدات من الخرسانة المسلحة والمصممة لتحمل أقوى الصدمات لمنع المركبات من السقوط في الهاويات السحقية مثل ما حصل لسيارة هذه العائلة المنكوبة. وأرى أن يتم تكليف جهة هندسية متخصصة في سلامة الطرق لدراسة كل طرقنا الرئيسية والفرعية ولتبدأ بالمناطق الجبيلة وعند المنعطفات الخطيرة وترفع تقريرها لمجلس الشورى ووزارة النقل، ويبدأ التنفيذ حتى ولو بواسطة شركات عالمية متخصصة لتأمين طرقنا وتوفير إجراءات الأمن والسلامة في هذه الطرق حتى وإن كانت تكاليفها باهظة. * مهندس استشاري