رغم وعود مدير الطرق والنقل بمنطقة جازان المهندس ناصر الحازمي بمراجعة جميع الطرق الجبلية هندسيا، وإضافة حواجز للمواقع التي تحتاج لذلك، يؤكد الأهالي أن قصور تنفيذ مشاريع الطرق وغياب أبسط وسائل السلامة وانعدام المصدات الخرسانية واللوحات التحذيرية هي السبب الرئيسي لوقوع الحوادث المميتة. وينفي الحازمي تلك الاتهامات جملة وتفصيلا مشيرا إلى أن المكان الذي شهد الحادث المأساوي ثاني أيام العيد في جبال حبس مؤمن بحواجز خرسانية، مؤكدا أن الحادث لم يكن بسبب غياب المصدات، ملقيا بمسؤولية طرق فيفا جميعا في جعبة البلدية. ولأن "عكاظ" تضمن حق الرد للأهالي، فقد حملوا مدير إدارة النقل مسؤولية الحوادث التي تقع على خطوط المناطق الجبلية بسبب رداءتها وغياب الحواجز الخرسانية عنها في كثير من المنعطفات، وزادت حدة ذلك بعد الحادث المأساوي الأخير الذي وقع ثاني أيام عيد الفطر المبارك وراح ضحيته 7 شباب من أبناء المنطقة، بينهم 5 أشقاء، لقوا حتفهم بعد أن هوت مركبتهم اسفل الوادي في منحدرات جبال الداير، وذلك بسبب انعدام المصدات الخرسانية واللوحات التحذيرية التي توضح وجود منحدر في الطريق. ويطلق اهالي المنطقة على هذه الطرق اسم "طرق الموت"، إذ أجمعوا على سوء تنفيذها، وخلوها من وسائل السلامة، رغم المليارات التي صرفتها الدولة لهذه الخطوط، وناشدوا الجهات ذات العلاقة بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه المآسي والكوارث. يتساءل مفرح جبران المالكي: هل تستمر الطرق الجبلية في نزف دماء أبنائنا، مطالبا بالتحقيق الجاد في كل حادث وقع في الطريق على حدة، وتكوين لجنة محايدة للتحقيق في مسببات الحادث ووضع الطرق الجبلية وتوفير وسائل الأمن و السلامة وإصلاح الطرق الجبيلة للحيلولة دون تكرار هذه الحوادث المؤلمة. واتهم المالكي إدارة الطرق بالتسبب في هذه الحوادث كونها تركت الطريق بلا مصدات ما أدى إلى سقوط مركبة أبناء الدغارير وإزهاق الأرواح، مناشدا الجهات المعنية باتخاذ اللازم حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث المؤلمة. أما المواطن محمد مفرح فيقول: الحادث الأخير الذي راح ضحيته 7 من شباب المنطقة من المفروض التحقيق مباشرة في مسبباته حتى لا يمر مرور الكرام مثل الحوادث التي سبقته، مشيرا إلى أن هناك سوء تنفيذ مع عدم رقابة من إدارة الطرق لمثل هذه المشاريع التي تنفذ بالطرق العشوائية وغير المدروسة، مضيفا أن السكان في المناطق الجبلية يعانون من الطرق والمنحدرات التي لم تنفذ بها حواجز خرسانية. يشاركه الرأي حسن محمد المالكي شيخ قبيلة آل أحمد قائلا: أطلقت على الطرق الجبلية طرق الموت خاصة طريق فيفا والحشر والداير وجبال سلا وجبال العبادل وبني مالك لما سببته من حوادث مميتة بسبب منعطفاتها وضيقها وعدم وجود مصدات خرسانية على جوانبها، كما أنها تفتقد لأبسط مقومات السلامة المرورية ناهيك عن سوء تنفيذ المشاريع وانعدام الرقابة والصيانة الدورية، مطالبا بمعاقبة رؤساء البلديات المقصرين واللامبالين بسوء التنفيذ، كما حمل مقاولي المشاريع مغبة هذه المآسي. ويجزم المواطن موسى الفيفي أن تنفيذ الطرق الجبلية لا يخضع لأية مواصفات، مشيرا إلى أنه مقاوليها يفتقدون الخبرة في تطبيق أي مواصفات فالإهمال واضح والرقابة غائبة، فيما أشار محمد المالكي إلى أن من المؤلم في حادث الشباب السبعة أن محافظة فيفا التي حظيت بهيئة تطوير مستقلة لم تنفذ في فيفا أو الداير طريقا واحدا بمواصفات عالية بل أغلبها تنهار مع المطر، فيما يأتي الزوار سعداء ويعودون في أكفان. شاركه الرأي مفرح الودعاني من سكان المناطق الجبلية موضحا أن عدد الحوادث لا يمكن حصره مشيرا إلى أن جبال العارضة تعاني من سوء تنفيذ الطرق بشكل عام، مطالبا بوضع حواجز ومصدات تمنع سقوط السيارات للأودية، مؤكدا أن الطرق التي يتحدث عنها يسلكها السكان والزوار والطلاب والمعلمون والمعلمات وهي طرق تهدد من يعبرها بالموت، ورغم مطالباتنا المستمرة للمسؤولين بوضع مصدات وحواجز حديدية إلا أنها لم تجد آذانا صاغية، الأمر الذي أدى إلى تكرار الحوادث، وما زال السقوط في بطون الأودية مستمرا.