يخشى عابرو الطرق الجبلية من المنحدرات الخطرة التي تنتشر على جوانب الطرق، والتي تتحول يوميا إلى مأزق كبير للسالكين، ينتهي في الغالب بكارثة يروح ضحيتها الأبرياء من العابرين، مؤكدين أن نسبة نجاح العبور والنجاة باتت للأسف لا تتجاوز في الغالب 50%. وما ان يعتقد قائد مركبة بأنه في طريق سهل العبور حتى يكتشف أن أمامه منحدرا خطرا في وضع يشبه المصيدة، ولولا بعض اللوحات الإرشادية التي تحذر المارة وخبرة بعض السائقين ممن اعتادوا على العبور يوميا، لتحولت تلك المنحدرات إلى طرق للموت يوميا. ورغم أن طرق مرتفعات جازان يسلكها عدد ليس بالقليل من السيارات على مختلف أنواعها إلا أنها لا تحتوي على وسائل سلامة كافية، فالطرقات معبدة على جبال شاهقة ولا توجد على جنباتها حواجز أسمنتية تقي من سقوط المركبات في الأودية السحيقة، إذ إن المصدات الحديدية التي توضع على جنبات الطرق لحماية المركبات من الانحراف، لم تعد حلا مقبولا ولا مقنعا لأهالي منطقة جازان، وباتوا يرونها لا تتناسب وظروف الطفرة الكبيرة المؤدية إلى فتح طرق جديدة أو العمل على معالجة طرق أخرى بأساليب هندسية تراعي جغرافية وتضاريس كل منطقة وتحقق درجات معقولة من السلامة. ففي المناطق الجبلية بجازان العديد من الطرق والمنعطفات التي تشكل خطورة بالغة، ومنحدرات في جبال بني مالك وجبال سلا وقيس أخطر طرق المنطقة، وسبق أن شهدت حوادث مرورية كثيرة كانت مميتة ذهب ضحيتها الكثير، آخرها وفاة ثلاثة اشخاص، وهو الحادث الذي حرك المخاوف والقلق من جديد في نفوس أهالي القرى الجبلية والمعلمين والمعلمات العاملين بها، والذين يسلكون تلك الطرقات بصفة شبه يومية. ويرى العديد من أبناء المنطقة منهم عبدالله حريصي، أن الإشكالية لا تكمن فقط في خطورة الطريق، بل في أسلوب المعالجة من قبل إدارة الطرق والنقل، إذ عمدت إلى زرع حواجز حديدية في مواقع خطرة وبارتفاعات لا تتجاوز نصف المتر تقريبا لا تشكل حماية تذكر أو تمنع السقوط. ويشير أحمد المالكي إلى أن وضع لوحات تحذيرية تنبه السائقين من خطورة المنعطف وضرورة استعمال الغيار الثقيل ليست بالأمر الكافي، كما أن المصدات الحديدية ليست حلا بل أصبحت من موروثات الماضي التي لا تتناسب مع جغرافية المنطقة ووعورة وخطورة طرقها التي تستوجب العمل بمهنية تنسجم مع حال الموقع والمكان وطبيعة ظروفه وأجوائه، مطالبا بنزع المصدات الحديدية بدلا من تعديل اعوجاجها مع كل حادث يقع واستبدالها بمصدات خرسانية تزرع بشكل جيد في الأرض وبارتفاعات مناسبة تعمل على حماية المركبات من السقوط للهاوية حفاظا على أرواح الناس من موت محقق. وطالب نايف الحقوي بضرورة تعاون وتنسيق إدارة الطرق مع إدارة مرور المنطقة وكذلك الدفاع المدني كونها أدرى بالمواقع الخطرة وهي التي تباشر الحوادث المرورية، لإجراء مسح ميداني على كافة طرق وعقبات المنطقة لتحديد المواقع الأكثر خطورة والبدء في معالجتها فورا بما يكفل حماية الأرواح والممتلكات من الهلاك. وقال: شدة الخطورة تصل لأقصاها عند هطول الأمطار، حيث تزداد خطورة السير في العقبات نظرا لعدم ثبات المركبات على الإسفلت من جهة، وحدوث الانهيارات الصخرية على الطرق من جهة أخرى. لكن ناصر الحازمي مدير ادارة النقل بجازان قال إن هناك مشاريع طرق جديدة يتم تنفيذها في المناطق والقرى الجبلية بموصفات تناسب تضاريس المنطقة.