يخشى عابرو الطرق الجبلية والسائرون في محيطها من المنحدرات الحادة والخطرة التي تنتشر على جوانبها وقد تحولت منذ مدة الى مأزق كبير للسالكين إذ يتوهم قائد مركبة بأنه في طريق سهل العبور مستو حتى يكتشف فجاة بلا انذار او مقدمات انه امام منحدر حاد اشبه بالمصيدة، ولولا بعض اللوحات الإرشادية التي تحذر المارة لتحولت تلك المنحدرات إلى طرق للموت المجاني. رغم أن طرق مرتفعات جازان يسلكها عدد ليس بالقليل من السيارات على مختلف أنواعها إلا أن هذه الطرق غير معززة بوسائل سلامة تحمي العابرين من الخطر فالطرق التي تشق سفوح الجبال الشاهقة غير مدعمة بحواجز اسمنتية تقي من سقوط المركبات في الأودية السحيقة، كما لم تعد المصدات الحديدية التي توضع على جنبات الطرق لحماية المركبات من الانحراف حلا مقبولا ولا مقنعا لأهالي جازان، إذ يرونها لا تتناسب وظروف الطفرة الكبيرة المؤدية إلى فتح طرق جديدة أو العمل على معالجة طرق أخرى بأساليب هندسية تراعي جغرافية وتضاريس كل منطقة وتحقق درجات معقولة من السلامة كما يقول مرتادو هذه الطرق المنحدرة. في المناطق الجبلية بجازان العديد من الطرق والمنعطفات التي تشكل خطورة والامر يتضح بجلاء في جبال بني مالك وجبال سلا وقيس أخطر طرق المنطقة، وسبق أن شهدت حوادث مرورية كثيرة مميتة ذهب ضحيتها الكثيرون، آخر الحوادث مقتل ثلاثة اشخاص الاسبوع الماضي، وهو الحادث الذي حرك المخاوف والقلق من جديد في نفوس أهالي القرى الجبلية و المعلمين والمعلمات العاملين الذين يسلكون تلك الطرقات بصفة شبهة يومية. عبدالله حريصي، يقول إن الإشكالية لا تكمن فقط في خطورة الطريق، بل في أسلوب المعالجة من إدارة الطرق والنقل، إذ عمدت إلى زرع حواجز حديدية في مواقع خطرة وبارتفاعات لا تتجاوز نصف المتر تقريبا ولا تشكل حماية تذكر ولا تمنع المركبات من السقوط. وعلى المنحى ذاته يرى احمد المالكي أن وضع لوحات تحذيرية تنبه السائقين من خطورة المنعطف وضرورة استعمال الغيار الثقيل ليست بالأمر الكافي، كما أن المصدات الحديدية ليست حلا بل أصبحت من موروثات الماضي التي لا تتناسب مع جغرافية المنطقة ووعورة وخطورة طرقها التي تستوجب العمل بمهنية تنسجم مع حال الموقع والمكان وطبيعة ظروفه وأجوائه، مطالبا بنزع المصدات الحديدية بدلا من تعديل اعوجاجها مع كل حادث يقع واستبدالها بمصدات خرسانية تزرع بشكل جيد في الأرض بارتفاعات مناسبة تعمل على حماية المركبات من السقوط للهاوية حفاظا على أرواح الناس. ويطالب نايف الحقوي بضرورة تعاون وتنسيق إدارة الطرق مع إدارة مرور المنطقة وكذلك الدفاع المدني كونها أدرى بالمواقع الخطرة وهي التي تباشر الحوادث المرورية، لإجراء مسح ميداني على كافة طرق وعقاب المنطقة لتحديد المواقع الأكثر خطورة والبدء في معالجتها فورا بما يكفل حماية الأرواح والممتلكات من الهلاك. وقال ان شدة الخطورة تصل لأقصاها عند هطول الامطار حيث تزداد خطورة السير في العقبات نظرا لعدم ثبات المركبات على الأسفلت من جهة وحدوث الانهيارات الصخرية على الطرق من جهة أخرى. الى ذلك قال ناصر الحازمي مدير ادارة النقل بجازان ان هناك مشاريع طرق جديدة يتم تنفيذها في المناطق والقرى الجبلية بمواصفات تناسب تضاريس المنطقة.