شدد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، على ضرورة التزام مفتيي الحملات بفتاوى علماء الأمة، وألا ينفردوا بفتاوى شاذة لا تصلح. وحذر آل الشيخ في حوار مع «عكاظ» من التلاعب بالرخص الشرعية والتساهل والتوسع فيها وتطبيقها على خلاف ما جاء به القرآن والسنة. ونبه سماحته إلى خطورة سماسرة سندات الأضاحي المتلاعبين بها على الحجاج، مشيرا إلى أنه صدر من الهيئة بيان بهذا الأمر وأنهم دجالون محتالون وعملهم كذب وزور، موضحا أن البنك المعترف به هو البنك الإسلامي الذي تشرف عليه المملكة ومعروف بكل خير.. وما هي أبرز التحديات التي تواجه الأمة من وجهة نظركم؟ من التحديات المؤامرات التي تكاد للأمة وللأسف الشديد ينفذها بعض أبناء المسلمين وتكاد لهم من خارج بلادهم وتنفذ على أرض الواقع من بعض أبنائها والذين وقعوا في هذه الشبكات السيئة وكانوا خداما للأعداء ينفذون مخططاتهم وما يريدون أن يتحقق ضد هذه الأمة، هذا من أبرز التحديات. لقاء الدعاة التقيتم بعدد من الدعاة العاملين في موسم الحج، كيف ترون أهمية الدور الذي يقوم به هؤلاء، وكيف يمكن تحقيقه؟ حسب ما طرح من أسئلة فإن الاتجاه العام للدعاة جميل جدا فهم يحملون رسالة الإسلام ويسعون لحل المشكلات لا سيما أنه طلب من كل حملة أن يكون بينهم دعاة ليفقهوا الحجاج في دينهم ويدلوهم على الخير وإن شاء الله يطرحون القضايا المفيدة وكذلك باستغلال وسائل الإعلام والقنوات الهادفة لإيصال الرسالة لتوعية الحجيج في مناسكهم وغير ذلك. الإخلال بالالتزامات بعض الحملات تخل بالتزاماتها تجاه الحجاج ولا توفر لهم كل متطلباتهم، إضافة إلى أنها لا تمكن الحجاج من أداء مناسكهم على الوجه الأكمل، كيف يمكن التنبيه منهم؟ هذا خطأ جسيم وظلم كبير كونهم يعلنون بشكل رسمي عن منهجهم وخطتهم ثم إذا جاء الحجاج وجدوا أن الواقع خلاف ما وعدوا به، هذا خطأ، حتى أن بعضها حملات وهمية يأخذون تصاريح للحجاج ثم لا يصطحبون معهم الحجيج ويربحون الأموال بطريقة غير مشروعة وهذا خطأ ومخالف للأنظمة، ولعل وزارة الحج أن تتنبه لهم وتأخذ على أيديهم وتلغي كثيرا من تصرفاتهم السيئة. توعية الأقليات كيف يمكن استغلال فرصة الحج لتوعية ضيوف الرحمن من الأقليات الإسلامية ونحوها فيما يتعلق بدورها في مجتمعاتها؟ لابد من ترتيب لقاء بين قادة الحملات من الخارج والمطوفين من جهة والدعاة من جهة أخرى، فيتصلون بهم ويتفاهمون معهم برفق ليسألوا عما أشكل عليهم حتى يوجدوا لها الحلول. الحج عرفة بعض الحجاج يفهم معنى الحج عرفة بشكل خاطئ، فيأتي للحج يوم عرفة ثم يغادر المشاعر كلها إلى بيته وقد أوكل غيره في بعض المناسك، هل عمل هؤلاء صحيح؟ الحج عبادة لله والواجب أن يؤدي المسلم العبادة كما أمر الله وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)، فالله لا يقبل إلا ما كان موافقا لشرعه وخالصا لوجهه الكريم والله يقول: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)، ولابد من العمل الصالح أن يوافق الكتاب والسنة وأن يكون العمل خالصا لله. هؤلاء الذين يحجون بما يسمى بالحج الرمزي والميسر أخلوا بعبادتهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال (لتأخذوا عني مناسككم)، لابد على هؤلاء أن يقيموا في عرفة إلى غروب الشمس ولا بد من المبيت في مزدلفة ثم في منى ورمي الجمرات والطواف والحلق أو التقصير ولا بد من طواف الوداع فمن أحب أن يكون حجه مبرورا فليتق الله في حجه وعليه ألا يخالف السنة، أما تتبع الرخص والأخذ من هذا وذاك بأن يقول بعضهم لا يلزم المبيت بمزدلفة وآخر يقول إنه لا يلزم الوقوف بعرفة وإنما جزء من الليل وكذلك من يقولون بالمبيت نصف الليل ويحاول أن يقضي على جميع مناسك الحج، هذا أمر لا يجوز. خمس نجوم هناك حملات تقدم خدمات بدرجة خمس نجوم، بحيث إن فيها من الرفاهية التي تصل أحيانا إلى المبالغة، وأخرى يتساهل أصحابها بمناسك الحج بحيث يؤدون الشيء القليل ويتركون الباقي أو ينيبون غيرهم فيها، هل هذا الحج صحيح؟ كون الحملة بدرجة 5 نجوم لا يمنع من تطبيق الحج كاملا، الخطأ ليس في الرفاهية لكن الواجب الالتزام بالحج وإكماله. مفتو الحملات يحصل أحيانا تباين في الفتاوى بين مفتي الحملات، ما يوقع الحجاج أحيانا في حرج شديد إزاء هذا التباين، كيف يكون الحل في هذه الحالة؟ على مفتيي الحملات ألا يفتوا إلا بما يفتي به علماء الأمة، أما أن ينفردوا بفتاوى شاذة فهذا لا يصلح. مضايقة الحجاج يعمد بعض الحجاج إلى مضايقة كبار السن والعجزة، هل من توجيه إلى هؤلاء؟ يجب على الحاج أن يتقي الله ويرفق بإخوانه، فالحج المبرور إطعام الطعام وإفشاء السلام والرفق بالمسلم، أما إيذاء المسلمين فهذا لا يجوز وليس هنا محل استعراض العضلات والإضرار بالحجيج. طواف الوداع * هل يجوز لأهل جدة والطائف تأخير طواف الوداع إلى حين أن يخف الزحام بالمسجد الحرام وإتاحة الفرصة للحجاج الآخرين وخصوصا القادمين من الخارج؟ الأولى قدر الاستطاعة أن يودعوا ويخرجوا. يشق بعض الحجاج على نفسه فيذهب إلى المسجد الحرام ليصلي العيد، هل هذا جائز؟ المسافر لا عيد ولا جمعة عليه، والنبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة، ولم يصل يوم العيد يوم السبت ولا بالمسجد الحرام إنما صلاة الظهر فقط وإلا فالنبي ما أتى للمسجد الحرام إلا ثلاث مرات، في أيام طواف القدوم والإفاضة والوداع فقط، ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى العيد بمنى مع أنه جاء مبكرا. سماسرة الأضاحي بعض الحجيج يقعون ضحايا لسماسرة سندات الأضاحي، هل من كلمة في التحذير من هؤلاء؟ صدر من الهيئة بيان بهذا الشيء بأن هؤلاء دجالون نصابون محتالون وعملهم كذب وزور حتى أن بعضهم لما سئل قال لدي 4 آلاف طلب أضاحي وأخذتها ولا أعلم عن أهلها، قيل له اتق الله وضحي هذا خطأ. البنك المعترف به هو البنك الإسلامي الذي تشرف عليه المملكة وهو بنك نافع ومسؤوليته جسيمة وله أكثر من 30 سنة ما علمنا عنه إلا خيرا ويقوم به رجل من خيار المسلمين الدكتور أحمد محمد علي وفقه الله.