أوضح الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار فيصل المعمر ل «عكاظ» أن المركز شارك في مناقشة اقتراح مشاريع لدعم حقوق المواطنة والتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين وغيرهم من المجموعات الدينية والعرقية، بمبادرة مشتركة بين مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، وبطريركية القسطنطينية المسكونية تحت مظلة وزارة الخارجية اليونانية البارحة الأولى. ولفت المعمر إلى اتفاق أتباع الأديان والثقافات، إلى تعزيز التعايش بين المكونات الدينية للمجتمعات العربية، وخصوصا في سورياوالعراق، بناء على أسس المواطنة المشتركة، مشيرا إلى أن الهدف المشترك للاجتماع يتجلى في تحقيق ودعم المواطنة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين والمجموعات الدينية الأخرى، التي تعيش بين المجتمعات الشرق أوسطية بسلام وطمأنينة، وكشف أن المشاركين نددوا بظاهرة التطرف والغلو والإرهاب، مشيرا إلى أن الإرهاب والتطرف الديني والسياسي خصوصا ما يرتكب منه باسم الدين يتزايد بكل أسف في مناطق كثيرة من العالم، عبر اضطهاد مكونات المجتمع وتهديد كثير من المجموعات الدينية التي تعيش في مجتمعات الشرق الأوسط، مؤكدا أن مكونات المجتمعات في العراقوسوريا مسلمة ومسيحية مهددة من عصابات الإجرام والتطرف التي لا دين لها. وأضاف: «نعلم جميعا أن عصابات الإجرام لم تستثن أحدا، وركزت على بعض من المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى الذين يشكلون مكونات أساسية لمجتمعاتنا الدينية والثقافية منذ آلاف السنين، إذ تجري محاولات من الإرهابيين والمتطرفين لتهجيرهم وإلغاء وجودهم ما يعد إلغاء لوجود وحضارة الشرق الأوسط». مبينا أن العنف والإرهاب لا ينتمي إلى أي دين أو ثقافة كون الجميع مهددين على رغم انتمائهم الحقيقي إلى أوطانهم ومجتمعاتهم التي جمعت بينهم منذ أمد بعيد، والمنظمات الإرهابية استهدفت المسيحيين والمسلمين، إذ قام الإرهابيون بتفجير المساجد وتخريب المدن والقرى وتهجير مئات الآلاف من الأبرياء، وأصبحت هذه الأعمال المأسوية مهددة للجميع. وشدد ابن معمر على أهمية الحوار، والإسراع في تطبيقه على أرض الواقع من خلال برامج عمل، بعد إيماننا جميعا بأهمية تنوعنا الديني والثقافي والحضاري في مجتمعاتنا العربية خصوصا أن التنوع له جذور عظيمة في حضارتنا العربية والإسلامية، وإلغاء التنوع خطر جسيم على الإنسانية جمعاء.