تركيا بلد جميل ومناسب للسياحة العائلية ولكن مشكلته القديمة الجديدة أن بعض موظفي الجوازات وبعض العاملين في القطاع السياحي – وخصوصا في أسطنبول – يتعاملون مع السياح وفق مسطرتين: واحدة للسياح الأمريكيين والأوربيين والإسرائيليين والثانية للسياح السعوديين والخليجيين. وتأتي حكاية الاعتداء على عائلة سعودية في مطار أتاتورك في هذا السياق، فقد تابعت رواية رب الأسرة على شاشة الإخبارية وقرأت رواية الأخ طه كينتش مستشار الرئيس التركي في تويتر وكذلك تصريح السفارة السعودية حول الحادثة، وأرى أنه في كل الحالات لم يكن ثمة أي مبرر يدعو مجموعة من العاملين في سلطات المطار لضرب سيدة وأطفالها بهذه الطريقة الوحشية ثم احتجازهم في أماكن توقيف مختلفة وضربهم مرة أخرى والتأخر في تمكين والدهم من مقابلتهم قبل ترحيلهم قسرا دون تمكينهم من تسجيل تقارير طبية تثبت الأضرار الجسدية البليغة التي تعرضوا لها، هل يمكن أن يحدث كل ذلك لمجرد أن العائلة أخطأت في الوقوف عند شباك مخصص للمعوقين كما تقول الرواية التركية؟!. يؤسفني جدا أن أقول بأنه لو كانت تلك السيدة أمريكية أو أوروبية أو إسرائيلية لما تجرأ هذا الموظف - وكل تركيا من ورائه - أن يقطب حاجبيه فقط في وجهها ناهيك عن الاعتداء عليها بمعاونة زملائه وضرب أولادهم أمام عينيها، هذه هي الحقيقة المرة... ثورة الغضب (العصملية) لم تظهر إلا ضد شريكتهم في الدين والثقافة!. إن أخطر التهم الإرهابية لا تستلزم كل هذا الضرب الوحشي أمام أعين الناس، كان بالإمكان توجيههم بطريقة متحضرة أو توقيفهم والتحقيق معهم أو إعادتهم على الطائرة التي جاؤوا عليها إذا كانوا قد ارتكبوا خطأ ما ولكن الضرب بهذه الطريقة ومنع بعض العائلات السعودية من تخليصهم من بين أيدي الموظفين أمر مؤسف حقا، لأنهم لم يفعلوا شيئا يستحق كل ذلك. من واجب سفارتنا في تركيا أن تتابع هذه القضية حتى النهاية، ومن أصول التضامن بين السياح السعوديين ألا يتحمسوا كثيرا لزيارة تركيا في العام القادم كي يوصلوا رسالة ما إلى الأتراك أننا لسنا مضطرين للقبول ب (التلطيش) في المطارات خصوصا أن الغرض من الرحلة سياحي وبلاد الله واسعة، فجاذبية تركيا السياحية الوحيدة قياسا بالوجهات السياحية الأخرى شعورنا بأنهم قريبون جدا.. ولكن إذا كان هذا القرب نهايته خوازيق سياحية وضرب وركل وتوقيف وترحيل فالابتعاد عنه أسلم وأحفظ للكرامة والمال.