«طلعت ريحتكم» هو شعار الحراك المدني الذي بدأ يشهده لبنان مؤخرا على خلفية أزمة النفايات التي أغرقت كافة المناطق اللبنانية، إلا أن التحرك بدأ من النفايات المتراكمة في الشوارع ليصل إلى عمق السياسة اللبنانية مع ذهاب القائمين على الحراك إلى المطالبة بتغيير النظام السياسي أو أقله الطاقم السياسي الحاكم وأول الغيث المطالبة باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق. رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط كان له موقف لافت من هذا الحراك بخاصة بعد الصدام الذي حصل بين المعتصمين أمام السراي الحكومي وعناصر الأمن اللبناني حيث لفت إلى أنه «بما أن الأحزاب السياسية، غالبها على الأقل أفلست ومعها القيادات وخطاباتها الفارغة، فإن حركة الاعتراض التي قام بها الشباب ومعهم الصبايا في وسط بيروت هي شرعية ومحقة». وشدد في تغريدة عبر «تويتر» على أن «الطريقة الهمجية التي استعملت بحقهم من ضرب وخراطيم مياه مرفوضة ومدانة»، مضيفا: «هم أحرار في التعبير عن رأيهم عن أحوال البلاد والنفايات السياسية مثل الأحزاب وما يسمى بالشخصيات». وأشار إلى أنه «آن الأوان للأحزاب التي تهيمن على منطقة البقاع أن تسمح للدولة باعتقال العصابات والشبيحة التي تعيث في الأرض فسادا وخطفا وإجراما. وقد تعرضت بالأمس القريب إلى راهب في منطقة الهرمل وبالأمس وصلوا إلى وسط بيروت في محاولة خطف لمواطنين». الأوساط السياسية الرسمية وغير الرسمية بدأوا يشعرون بالقلق تجاه هذا التحرك بخاصة أن لا مرجعية سياسية تقف خلفه وهو ما ينذر بتفلت الشارع من السيطرة. الناشطون في تحرك «طلعت ريحتكم» بدأوا بالذهاب بعيدا، فالناشط يسري الأمير وعلى صفحته بالفيسبوك اعترض على حصر المطالبة باستقالة وزير البيئة الذي وصفه بالبرغي في الماكينة الكبيرة، مطالبا باعتماد شعار إسقاط النظام السارق لحقوق الناس. فيما رأى البعض الآخر أن دفع المعتصمين للعنف هو حرف للمسيرة المطالبية عن سكتها وتوريطها تمهيدا لقمعها. «طلعت ريحتكم» أزمته كأزمة الكثير من التحركات السابقة وهي أن اللبناني نفسه لم يعد يثق بهذه التحركات، فالتهمة جاهزة والسؤال جاهز. من يقف خلف هذا التحرك؟! وحتى تعود هذه الثقة بين اللبناني ومطالبه فالرائحة الكريهة مستمرة حتى إشعار آخر.