تمهل.. تمهل سليماني، هذا الزمن ليس زمنك، وهذه الأرض ليست أرضك، إنها أرض عربية، وشجرها لا يسمع إلا لغة الضاد، ومن التضاد أن تتجرأ أنت وأمثالك على هذه الأرض السورية. رويدا.. رويدا سليماني، فالمفاجأة لن تصنعها أنت، ولن تكون أنت الفاعل فيها. المفاجأة يصنعها أهل الدار، وهم أخبر بهزيمة كل محتل احتار. هم أخبر بصنع المفاجآت وبإدهاش المعتدي بحجم الرد وقساوة الشعور بالعار. لا تستعجل سليماني نصرا من المستحيل أن تدركه، فما تحدث التاريخ عن محتل منتصر. فالاحتلال مصيره الرحيل، والأرض تبقى لأبنائها ولناسها، للفلاح الذي حرث أرضها، وللطفل الذي مشى على دروبها، وللأم التي ضحت من أجل أبنائها. .. مهلا سليماني، فلا سبعة آلاف مرتزق، ولا أضعاف أضعاف هذا العدد بقادر على تغيير هوية هذه الأرض السورية.. ولا بتغيير لسان أهل هذه الأرض ولا بتغيير رائحتها. فيها دفن كل محتل، وأجدادك لهم مقابر جماعية فيها، مقابر لبقايا غزاة تركوا في ليلة الهروب، أو ربما ليالي الهروب. المفاجأة يعرفها الجميع. فالتاريخ معادلته واحدة، هو يسير إلى الأمام ولا يجيد السير إلى الوراء. معادلة التاريخ تقول إن الشعب عندما يريد تقرير مصيره يسقط المحتل. سورية عبرت الجسر إلى الحياة، ليس في جسر الشغور وحسب، بل في ساحة حماة ودمشق وحمص ودير الزور وإدلب، سورية بشعبها انتفضت على الظلم وعلى المحتل حليف الظالم. هذه هي المفاجأة سليماني، ففي بلادنا يقال «إن حبل الكذب قصير». فحبل كذبك قصير كقامتك، إلا أن هزيمتك كبيرة وحساب العرب معك طويل فلا تتفاجأ.