قالت السلطات السورية إنها عثرت على «مقبرة جماعية» جديدة تضم عشر جثث من الأمن قتلوا، وفق السلطات على ايدي «التنظيمات المسلحة»، على ضفاف نهر ابيض بالقرب من مدينة جسر الشغور، في وقت بدأ أهال بالعودة إلى المدينة بعد استعادة الجيش السيطرة عليها وعودة الخدمات العامة من ماء وكهرباء وهاتف نقال وتشغيل أقسام من المستشفى الوطني. وبحضور ممثلي وسائل إعلام عربية وأجنبية، دل احد الأهالي إلى وجود مقبرة جماعية على أطراف جسر الشغور، موضحاً أنه كان سمع من أفراد التنظيمات المسلحة بمكان دفن ضحاياها. وقال الطبيب زاهر حجو إن الجثث دفنت قبل نحو عشرة أيام وإنها تعرضت لبتر أطراف وتشويه. وكانت السلطات السورية أعلنت في 6 الشهر الجاري عن سقوط 120 من رجال الأمن والشرطة على ايدي أفراد «تنظيمات مسلحة» في جسر الشغور. وفي موازاة إعلان مصادر رسمية عن «استعادة الجيش الطمأنينة والأمان» إلى جسر الشغور، بدا الأهالي بالعودة إليها، حيث لوحظ توافر المواد الغذائية وخدمات الهاتف النقال والكهرباء والمياه وبدء تشغيل ثلاثة أقسام في المستشفى الوطني على أن يعمل في شكل كامل يوم الأحد المقبل. وقالت مصادر محلية ل «الحياة» إن خدمة الهاتف الأرضي ستعاد تدريجياً بعد تعرضها للتخريب من قبل التنظيمات المسلحة. وقال احمد الشغري من قرية جانودية :»عدنا بعد دخول الجيش وبوجوده نشعر بالطمأنينة. ويهمنا الاستقرار والأمان في المدينة». وكان مجلس الوزراء السوري سمع في جلسة ترأسها وزير الدفاع العماد علي حبيب إلى إيجاز لمجريات الأحداث في محافظة إدلب وخصوصاً في جسر الشغور. وبعدما نوه مجلس الوزراء ب «جهود قواتنا المسلحة وجهود قوى الأمن الداخلي في تنفيذ مهماتها الوطنية وإعادة الأمن والاستقرار»، اعلن انه تقرر «توجيه نداء إلى المواطنين الذين أجبروا على مغادرة منازلهم نتيجة ترويع التنظيمات الإرهابية لهم قبل دخول الجيش وذلك بالعودة إلى جسر الشغور والقرى المحيطة بها بعد أن تمت استعادة الأمن والطمأنينة فيها». كما جرى تكليف «منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالاتصال مع الهلال الأحمر التركي للتعاون من أجل تسهيل عودة المواطنين السوريين إلى منازلهم وقيام الهلال الأحمر العربي السوري بتأمين الاحتياجات اللازمة لنقلهم وإعادتهم إلى قراهم»، اضافة إلى تكليف الجهات العامة ب «تأمين التجهيزات والورش الفنية اللازمة لإعادة إعمار ما دمرته التنظيمات الإرهابية للمؤسسات العامة والخاصة وللبنى والمرافق الخدمية في المنطقة وتأمين الاحتياجات الأساسية لسكانها وسكان القرى المجاورة». وصرح مصدر عسكري امس أن بعض وحدات الجيش والقوى الأمنية «تتابع مهمتها بملاحقة وتعقب ما تبقى من فلول عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة في المناطق المحيطة بمدينة جسر الشغور وبتمكين السكان المدنيين من العودة إلى مناطقهم التي خرجوا منها هرباً من الموت وأعمال التخريب والترويع التي نشرتها تلك التنظيمات الإرهابية في جسر الشغور والبلدات المجاورة». وزاد أن «العديد من السكان بدؤوا بالعودة إلى منازلهم وأخذت الحياة الطبيعية تعود تدريجياً إلى المناطق التي دخلتها وحدات الجيش وأعادت إليها الأمن والطمأنينة بعد تنظيفها من عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة». إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد إن سورية «تتعرض لمؤامرة تهدف إلى النيل من مكتسباتها وإنهاء دورها المحوري المهم في المنطقة ووقوفها إلى جانب حلفائها لتحرير الأراضي العربية المحتلة واستعادة الحقوق المغتصبة»، لافتاً إلى أن سورية «ستخرج من الأزمة التي تمر بها أكثر قوة ومنعة بفضل وحدتها الوطنية التي تعتز بها ووعي شعبها والتفافه حول قيادة الرئيس بشار الأسد». وزاد أن «أعمال العنف والقتل والتخريب وحرق المنشآت العامة والخاصة التي تقوم بها مجموعات متطرفة ومسلحة في مختلف أنحاء سورية إضافة إلى اكتشاف عدد من مستودعات الأسلحة والذخائر الأمر الذي يؤكد أن المشكلة في سورية تتجاوز ما يطرح من مطالب بهدف الوصول إلى المساس بأمن البلاد واستقرارها وسيادتها وبتحريض خارجي».