قيل إن التعليم هو من فرق وهو الذي شحن النفس حتى رسخت قواعدالكره والحقد إلى حد الوصول لمرحلة «اللغات الجديدة!». إن التعليم والمناهج الدراسية بريئة من ذلك، فنحن قد تعلمنا وبنفس النهج التعليمي فغرس في أنفسنا احترام الجار وحب الغير والعطاء والخير، وتعلمنا أن الفرق بيننا وبين الآخر هو التقوى، والتعامل بالخلق ونقابل السيئة بالحسنى، وأن عمل الصالح هو الأبقى، وهذا عيب وذاك حرام وكل شيء له حدود وضوابط شرعية. إذن أين هو الخلل؟! برأيي؛ ما يبث عبر وسائل التواصل الإجتماعي وما يطرح في بعض المواقع الإلكترونية بوجه الخصوص، من أطروحات مختلفة هو أمر ليس من المصلحة العامة، فعملت بالتدريج على نشأة «اللغات الجديدة» والتي تعد مخططا فيه تفكك للشعوب ودمار للوطن. نحن تجمعنا أرض واحدة فعلينا أن نكون يدا واحدة ونافعة ننشر الحب والسلام، وعلينا أن نعي أن المواقع الإلكترونية «المتطرفة» فكريا هي أساس المشكلة الفعلية لما هو كائن اليوم، هي من بثت التفرقة والعنصرية وعملت شعارات متعددة لا أصل لها، وهي من غزت فكر الصغير قبل الكبير، نحن اليوم نواجه حربا إلكترونية شنعاء! هدف المواقع الإلكترونية «المتطرفة» الإيقاع باللحمة الوطنية، المواقع هذه تربي أجيالا على ما هو غير نافع، وتزعزع كل ما يمت للأمن والاستقرار بصلة. إن الخطوة في اتخاذ الإجراءات ليست بالأمر اليسير، فالتعقل بالخطاب والتريث والهدوء في المخاطبة والتزام الحكمة في القول والعمل هي أساس الوصول للمبتغى، فعلى سبيل المثال؛ لا ندافع على أي أمر بالسباب أو إلقاء التهم العشوائية لأي أمر، ولا يحق لنا كأصحاب قلم أن نثير ونؤجج الوضع أكثر، الخطوات القادمة للتغيير إلى الأفضل ليست بتغيير التربية وأسس التنشئة ومناهج التعليم فكل ذلك أصبح مكملا فقط، التغيير للأفضل يكون بتصحيح وضع المواقع الإلكترونية «المتطرفة» بتواجد ما يتوافق مع قوتها أو يضاهيها من مواقع إلكترونية «متعقلة»، أو بادرة مؤسسية متكفلة بالنطق والدفاع تحت استراتيجية محددة بكل الأحوال سنقي أبناءنا وشبابنا بقدر المستطاع من هذا الغزو الفكري الجبار.