انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من مظاهر الغلو، وباتت ملحوظة ومشاهدة للكثيرين، البعض يعتقد أن التشدد علامة على قوة الإيمان، ويعزونه لشدة الغيرة على الدين، دون أن يدركوا خطره الداهم على الأمة. فما هي الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة؟ وما العلامات والدلائل التي يفهم منها رب الأسرة أن ابنه يمشي في طريق أوله حرص زائد وآخره ندم وتهلكة؟ وماذا على هذا الأب أن يفعل؟ هل يواجه ابنه ويعامله بالشدة والصرامة؟ أم أن اللين قد يكون أكثر جدوى؟ وعلى من تقع مسؤولية مواجهة هذه التطورات السالبة في المجتمع؟ هذا ما نجد الإجابة عليه ضمن آراء نخبة من المفكرين والمختصين الجهل بالشرع وفساد العقيدة والتآمر الخارجي أبرز الأسباب د. محمد صالح العلي الغلو والتطرف ظاهرة تاريخية وقعت في كثير من العصور، فنحن نسمع بالخوارج وما أشعلوه من الفتن والحروب وما سفكوا من الدماء والأرواح، وتختلف أسباب الغلو من عصر إلى آخر، ونحن معنيون بالبحث في أسباب الغلو في عصرنا هذا، حتى تفاقمت هذه الظاهرة وأصبحت تهدد كثيرًا من دول المسلمين ومجتمعاتهم. وحينما نتأمل في ظاهرة الغلو في عصرنا نجد أن هناك عدة أسباب من أهمها: ضعف البنية العلمية والفكرية وهشاشة الفكر وقصر النظر وسوء فهم نصوص القرآن والسنة وسوء تنزيلها وتطبيق أحكامها في حياة الناس، فهنك خلل في فهم نصوص الكتاب والسنة، ومن ذلك التركيز على نصوص الوعيد التي تتوعد المخالفين بالنار وتصفهم بالكفر والضلال، في حين الإعراض عن نصوص الوعد والتبشير والتيسير، ولذلك جاء التوجيه النبوي للدعاة بقوله: “يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا”. وهناك الجهل بالسياسة الشرعية وفقه الموازنات، والواقع وظروفه وأبعاده واستعجال النتائج. وأيضًا شيوع الفساد العقدي والانحلال الأخلاقي، وتغييب دور العلماء واستثارة المجتمعات الإسلامية وخاصة الشباب. ومن أعظم أسباب التطرف في العصر الحاضر التطرف المعاكس في رفض الدين أو التساهل والإعراض عنه وعدم الجدية في علاج النوعين بتوازن. وكذلك التآمر الدولي والعالمي على الإسلام، والظلم الواقع على المسلمين وانحياز القوى العالمية ووقوفها ضد قضايا المسلمين وعلى رأسها قضية فلسطين وكذلك ما يجري في العراق وأفغانستان، كل هذا يعطي مبررات واقعية للمتطرفين وخاصة في ظل ضعف المسلمين وتخاذلهم عن نصرة القضايا الإسلامية. وهناك الخروج عن منهج الاعتدال في الدين الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، الذي حذر من ذلك في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه”. ومن الأسباب كذلك الابتعاد عن العلماء وجفوتهم وترك التلقي عنهم والاقتداء بهم ووجود جفوة بين العلماء والشباب، مما أدى إلى التلقي عن أنصاف العلماء والمتعالمين الذين ينقصهم الفقه الواسع والقدرة على فهم النصوص وفهم الواقع والقدرة على تنزيل النصوص على الواقع. إضافة إلى الخلل في مناهج بعض الدعوات المعاصرة، وخاصة التي تعتمد في مناهجها على الشحن العاطفي، وتربي أتباعها على مجرد أمور عاطفية، وتحشو أذهانهم بالأفكار والمفاهيم التي لم تؤصَّل شرعا، مما أدى إلى التصادم مع المخالفين بلا حكمة. وفي الوقت نفسه تقصِّر في أعظم الواجبات، فتنسى الغايات الكبرى في الدعوة، من غرس العقيدة السليمة والفقه في دين الله تعالى، والحرص على الجماعة، وتحقيق الأمن، والتجرد من الهوى والعصبية. ومن الواضح انتشار الغلو والتطرف بين الشباب وذلك لأن الشباب يتسم بقوة العاطفة والاندفاع وقلة الخبرة وكذلك سرعة تقبل الشباب وتأثرهم بالأفكار. أما مظاهر الغلو في الدين السائدة في العصر الحاضر فمن أهمها تكفير المسلمين واتهامهم بالفسوق والعصيان بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير. ومظاهر الغلو في فهم نصوص الولاء والبراء وتنزيلها على الواقع، وكذلك الخروج على جماعة المسلمين وإمامهم، ومظاهر الغلو في الأحكام وتحريم الحلال، ومظاهر الغلو في التعصب، ومظاهر الغلو في الأخلاق والتعامل مع الآخرين والمخالفين وكذلك الطعن في العلماء، وسوء الظن بهم. وللعلماء دور كبير في علاج الغلو والتطرف فالمطلوب منهم النزول إلى الساحة وعدم التقوقع، واحتواء الشباب وتوجيههم، ولا بد من أن يحوز العلماء على ثقة المجتمع وخاصة الشباب، وليعلموا أن سلوك العالم وأقواله وأفعاله تقع تحت مجهر دقيق من قبل المجتمع فأي شبهة أو تساهل تجعل الثقة مهزوزة فيه، وإذا فقد العالم ثقة المجتمع لم تؤثر أقواله وفتاويه ولم ينتفع بها، وحتى يحوز العلماء على ثقة المجتمع والشباب، فلا بد من أن يتسموا بسمة الربانية والتجرد والجرأة على بيان الحق في أقوالهم وفتاويهم ودروسهم. كذلك فإن للإعلام دورا كبيرا، فقد يكون الإعلام سببًا وعاملًا من عوامل التطرف وذلك من خلال استثارة المجتمع واستثارة الشباب بإثارة قضايا تتصادم مع الإسلام وقيمه وشرائعه ومبادئه، وكذلك ظهور وسائل الإعلام في مظهر العداء لتيارات الصحوة والتركيز على النقد المنفر والتشهير والتشويه، ولذلك ينبغي لوسائل إعلامنا علاج الغلو من خلال الخطاب المتعقل والتوازن، والحرص على العلاج بأساليب تقنع المتطرفين لا أن تثيرهم أكثر. ولذلك أعتقد أن الإعلام لم يؤد دوره المطلوب في علاج الغلو في مجتمعنا. وليس خافيًا أن نتائج الغلو وثماره مرة ووخيمة، حيث يتزعزع المجتمع وتحدث فيه الفرقة والانقسام، وتنتشر الجرأة على التكفير والتضليل، ومن نتائجه افتقاد الأمن من خلال عمليات التفجير والتدمير، ومن نتائجه أن ينشغل المسلمون بأنفسهم فتذهب أموال وجهود لعلاج التطرف والإرهاب، وكان من حق تلك الأموال والجهود أن تذهب في مشروعات لبناء المجتمع وتنميته. ولعلاج الغلو والتطرف هناك العديد من الخطوات التي لا بد منها، وتتمثل في: طرح برامج وخطط علمية مدروسة ومحددة ومبرمجة بعناية لعلاج ظواهر الغلو بالحوار والمناقشة والحجة والتربية وبالبرامج العلمية والإعلامية والتربوية والاجتماعية قريبة المدى وبعيدة المدى. فمن الجانب العقدي والفقهي يجب أن تسهم الجامعات والمؤسسات التربوية كأقسام العقيدة والفقه والكتاب والسنة والثقافة، ومراكز البحث ومراكز خدمة المجتمع، لعلاج الظاهرة. ومن المهم تشجيع الحوار المباشر ما أمكن من قبل العلماء والدعاة فنحن نرى أن الحوار قد أتى أكله في رجوع وتوبة كثير من الشباب، وينبغي أن يكون الحوار صريحًا ومقنعًا، وأرى أن يستفاد من إعلان بعض الجماعات الجهادية عن توبتهم مثل الجماعة الإسلامية في مصر وفي ليبيا، حيث اعترف الكثير منهم أنهم أخطأوا، وأن ما قاموا به مخالف للإسلام. إضافة إلى تفعيل دور المدرسة ووسائل التعليم في علاج هذه الظاهرة. وأخيرًا تفعيل دور الأسرة في تنشئة أبنائها والبناء الفكري والعقدي السليم لهم. • عضو هيئة التدريس كلية الشريعة بالأحساء ******************* فقد ابتليت الأمة الإسلامية بالغلو منذ فجرها الأول. والغلاة كما قال ابن تيمية: (كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم، مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم، وقتل أولادهم، مكفرين لهم، وكانوا متدينين بذلك لعظم جهلهم) (منهاج السنة 5/248). د. إبراهيم علي الحسن ومن مشكلات الغلو أنه يتلبس بحقائق شرعية كالورع، والجهاد في سبيله، والبراءة من الكفار. ولهذا يحتاج من يتصدى لمحاربته إلى بصيرة ومعرفة بشرع الله حتى يميز بين الغلو المذموم والاستقامة المحمودة، المتمثلة في التزام الكتاب والسنة مع صدق التعبد. ولهذا نقول: الغلو هو مجاوزة شرع الله، أو تكليف الناس بما لم يكلفهم به الله، أو تكفيرهم بما ليس كفرًا عند الله. وأهل السنة يعرفون الحق، ويرحمون الخلق؛ ولذا برئوا من الغلو سواء في التطبيق، أو الحكم على الآخرين بكفر أو ضلال، وإنما يكثر الغلو في أهل الابتداع ممن لا يعرف حقًا ولا يرحم خلقًا. فالغلو حالة وجدانية تؤثر في شخصية المبتلى به، وعلى منهج حياته، ونظرته للمخالف، وهذه الحالة لها أسباب توجدها، وأخرى تؤججها، ومنها: تقصير الأمة في حق الله، فالغلو من المصائب (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم). وكذلك الجهل بقواعد الشريعة، كرعاية المصالح، ودرء المفاسد، وارتكاب أخف الضررين. ومنها الخطأ في فهم المرجعية العلمية التي يوثق بها في الفتوى، وترؤس الجهال. إضافة إلى التحديات المعاصرة، وتسلط الأعداء، وإذكاء صراع الحضارات، تحت مظلة محاربة الإرهاب، وهذا يؤجج المشاعر، ويولد ردة فعل عنيفة. وأيضًا الغلو المعاكس، وتطرف حملة الأفكار المستوردة، ومصادمة ثوابت الدولة، ومسلمات المجتمع، مما يستفز القلوب، وقد يتطور إلى غلو وتنطع. وأخيرًا الأعداء المتسترون خلف الكواليس،وعبر الإنترنت، ممن يسعى لتأجيج الصراع بين الحاكم والرعية، بهدف زعزعة الأمن، وإضعاف دور أهل السنة. ويعزى انتشار الغلو لدى بعض الشباب إلى أن هؤلاء ذوو عواطف جياشة، ورغبة في التجديد، وجهل بمكر الأعداء، ويُخيل إليهم أن الحدة في التعامل، واستخدام القوة هي الكفيلة بتعجيل ما يصبون إليه من إصلاح. ومن أبرز مظاهر الغلو تكفير المخالف بغير برهان شرعي. واستباحة الدماء المعصومة. واستخدام القوة بغير إذن الشرع. ومجاوزة الحد المشروع في المدح والذم والتعظيم. وتقع مسؤولية محاربة الغلو بالدرجة الأولى على عاتق العلماء لأنهم منارات الهدى، وورثة الأنبياء، وهم الأساس في محاربة الغلو، وكشف زيف تلبسه بالدين، ولكن إذا نظرنا إلى السيل الجارف من شبهات الغلاة، ووسائلهم، وإعلامهم يتبين لنا أن دور العلماء يحتاج إلى تكثيف ومضاعفة جهد، ومصابرة على مقاومة الداء. وهناك دور كبير لأئمة المساجد، ذلك أن المسجد له أثر لا ينكر في حياة المسلم، وإذا كان الإمام عالمًا تقيًا كان مسجده عصمة -بإذن الله- من تأثر جماعته بأفكار الغلاة، بل علاجًا لمن ابتلي به. أما نتائج الغلو فإن المتبع لها لهذه الآفة يجزم أن الأمة لم تصب بأشنع منه، قال ابن القيم: (ومن تأمل ما جرى للإسلام في الفتن الصغار والكبار رآها من إضاعة هذا الأصل، وعدم الصبر على منكر). وقال شيخ الإسلام: (وقلّ من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد من فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير.. فلا أقاموا دينًا، ولا أبقوا دنيا) ومن نتائج الغلو: التكفير، واستباحة الدماء، والتنازع والافتراق، والصد عن دين الله، وزعزعة الأمن، والطعن في علماء الأمة، وإلقاء النفس في التهلكة. وإن كان من كلمة في حق الإعلام فأقول إن إعلامنا بجميع قنواته ضعيف في تشخيص حقيقة الغلو، وفي علاجه، وذلك لأمرين: أولًا: الميل إلى أسلوب التهكم والسخرية والتندر، والغالي يرى نفسه على الحق، ويعتقد أن الاستهزاء به استهزاء بالدين، ثم يظهر للناس بأنه البطل المنافح عن دينهم، ويجد آذانًا صاغية، وقلوبًا طيبة لا تفرق بين الحقيقة والزيف. ثانيًا: جارى إعلامنا الموجة الغربية في محاربة الإرهاب، دون تمييز بين الإرهاب الحقيقي، وما يهدف إليه الغرب من هذه الحملة، مما أدى إلى اضطراب فكري، وضعف ثقة بما يطرحه الإعلام في هذه القضية. • عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ************************* الإعلام قام بعمل كبير وننتظر منه المزيد عبدالرحمن محمد القرني لا شك أن الإسلام هو دين الوسطية والله سبحانه وتعالى قال: “وكذلك جعلناكم امة وسطا” وبذلك يجب على الشخص أن يعرف مقاصد الشريعة لأن الشريعة لها مقاصد وأتت وسطية بين الإفراط والتفريط، والغلو زيادة سواء في الدين أو في غيره، ولذلك نهى الرسول صلى الله علية وسلم أن يغلو الإنسان في دينه، ومن أبرز أسباب الغلو في الدين عدم معرفة مقاصد الشريعة الإسلامية وعدم فهم الدين الفهم الصحيح كما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وسلف هذه الأمة، والجهل بأحكام الشريعة الإسلامية، ولذلك قال الله تعالى: “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”، وذلك الرسول أرحم الناس بهذه الأمة، والله تعالى لم يكلِّف أحدًا بما لا طاقة له وإنما جاء بالأمر الوسط الذي يجعل الناس يعيشون هذا الدين في سلام وامن واطمئنان: والله تعالى يقول: “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”، ومن أسباب الغلو عدم طلب العلم الشرعي على الوجه المطلوب أو الصحيح والجلوس مع العلماء، وعدم طلب العلم الصحيح يجعل الإنسان يعيش في دائرة ضيقة لا مخرج منها، ويكون في بوتقة لا مخرج منها، ولذلك يكون الإنسان في حيرة من أمره، والله سبحانه وتعالى قال: “فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” وأهل الذكر هم أهل العلم. ويبدو الغلو كثيرا بين الشباب لطبيعتهم، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الشباب شعبة من الجنون. ولذلك حينما يكون الإنسان في قمة الشباب والقوة والشهوة يأتي الإسلام ويلطف هذه الأجواء ويحثه على طلب العلم والجلوس مع العلماء وحقيقة الأمر إن عدم الجلوس مع العلماء وعدم طلب العلم الشرعي على الوجه الصحيح والاستفادة منهم لأنهم عرفوا الخير والشر وعرفوا النافع والضار، ولذلك سئل شيخ الإسلام ابن تيمية من هو المؤمن العاقل أو الإنسان البصير فقال: (هو الذي يعرف خير الخيرين وشر الشرين) والجلوس مع العلماء يورث الاطمئنان والسكينة ويعرف كيف يتعامل مع القضايا ولذلك أوصي الشباب الجلوس مع العلماء والاستفادة منهم لأنهم أسبق منا إلى فهم مقاصد الشريعة وفهم ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وفهم سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم. أما مظاهر الغلو فمن أبرزها: الابتعاد عن مجالس العلماء وعدم النظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يعيش الإنسان في انطوائية وعزلة وعدم تقبل للآخر وعدم المناقشة على الوجه الصحيح، والابتعاد عن المجادلة بالحسنى، وكذلك تهميش العلماء وإهمال الرأي الآخر وعدم توقير العلماء، وبعض الناس يأخذ العلوم الشرعية بمطلقها أو بعامها واعرف الناس بمقاصد هذه النصوص هم العلماء.فالله سبحانه وتعالى أوجد الإنسان على الفطرة وجاء الإسلام مهذبًا ومحافظًا على هذه الفطرة وحقيقة الغلو الخروج عن الإسلام والدين الصحيح، ومن مضاره أن يعيش في قلق واضطراب سواء في بيته أو عمله، لأن الإنسان إذا عرف الشريعة ومقاصدها، ارتاح واطمأن لأنه يمشي على نهج النبوة، والغلو له تأثير على المجتمع بسببه يعيش الإنسان منطويًا ومتصادمًا مع المجتمع، وفيه تفرق الكلمة بين المجتمع والعداوة والبغضاء والشحناء، كما يضر الدولة وأجهزتها الحكومية. ولا ينبغي أن ننسى دور العلماء في محاربة هذه الظاهرة، فالعلماء الربانيون هم الذين يقودون سفينة النجاة، وكما نعلم أنهم ورثة الأنبياء الذين ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر، والعلماء هم مصابيح الدجى والهدى لهذه الأمة، يضيئون لها طريقها ويعرفون الخيرية لها، ولهذا العلماء ساعون منذ القدم في تأليف الكتب والمصنفات ودروسهم العلمية وهم إلى الآن يحاربون الغلو ويبينون الطريق الصحيح، والواقع يشهد بذلك فكانوا وما زالوا في محاربة الغلو. أما أئمة المساجد فلهم أيضًا دور حيوي وهام في محاربة الغلو، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان إمامًا، والإمام قدوة حسنة للناس وينظر الناس إليه بعين القدوة والأسوة الحسنة، ويكون مضرب المثل في كل شيء، والحمل على الأئمة والخطباء والدعاة والعلماء ثقيل، وللأئمة جهد وافر والناس تنظر إليهم بنظرة إجلال واعتزاز فالحقيقة أدوا دورا كثيرا ونطلب المزيد منهم وكل يؤدي حسب طاقته. أما الإعلام فهو سلاح قوي ويصل إلى كل البيوت. والإعلاميون فعلوا الكثير ونتمنى منهم الأكثر، لأن عليهم أمانة عظيمة في محاربة الغلو وتبيينه للناس ولا بد من استضافة العلماء وتيسير الطريق لهم حتى يصلوا الى منابر الإعلام ليوصلوا رسالتهم إلى الناس ويبينوا لهم الخير والشر وما ينفعهم وما يضرهم، والإعلام سلاح قوي فلا بد أن يكون رأس الهرم في هذا الأمر، لذا نطالب الإخوة الإعلاميين والكتاب والصحافيين وغيرهم أن يكونوا سيوفا مشهرة في وجه الغالين ووجه المبتدعين لأنهم يستطيعون ان يصلوا إلى كل بيت والناس تقرأ وتشاهد وتسمع ونتمنى من الإعلاميين والمزيد، وليتذكروا ان ما عمله الإنسان من خير أو شر سيلاقيه.