كان يوم الأحد الماضي أول يوم لبدء الاختبارات، وبمجرد دخول ذلك اليوم أخذت رياض الأطفال في إغلاق أبوابها في وجوه الصغار، معلنة بدء العطلة الصيفية حيث يركن بعضها إلى سبات عميق لا ينغصه ضجيج الصغار، ويركن بعضها الآخر إلى تقديم ما يعرف (بالسمر كامب) الذي ليس له من اسمه أي نصيب، فما يقدم في هذا (السمر كامب) لا يخرج عن البرنامج النمطي المقدم خلال العام، وإن كان يتطلب رسوما إضافية قد تصل إلى خمسة آلاف للطفل الواحد للشهر الواحد!! إغلاق الروضات خلال الصيف، يخلق مشكلة لدى الأمهات العاملات، فالنساء الآن بتن يعملن في مجالات مختلفة ولم يعد عملهن محصورا في التعليم في المدارس التي تغلق مع دخول العطلة الصيفية، فماذا تفعل الأم العاملة عندما يكون لديها صغار في سن الروضة أو أكبر قليلا؟ أين تذهب بهم؟ خاصة أنها لا يمكن لها أن تحصل على إجازة سنوية أكثر من شهر في العام، فهل تعهد بهم بقية الأشهر ليكونوا تحت رعاية العاملة المنزلية؟ إن حل هذه المشكلة مرهون بعدد من الجهات الرسمية التي بيدها توفير الرعاية الجيدة والآمنة لأطفال الأمهات العاملات خلال العطلة الصيفية التي تغلق فيها رياض الأطفال، وأعني بها وزارات مثل وزارة التعليم ووزارة العمل ووزارة الثقافة، فهذه الجهات من واجبها التعاون فيما بينها لحل هذه المشكلة. فترة العطلة الصيفية من الممكن أن تستغل لملء أيام الأطفال ببرامج مختلفة عما يتلقونه خلال العام، كي يتزودوا بمهارات متنوعة مثل التدريب على الألعاب رياضية كالسباحة وكرة القدم والسلة والتنس والتايكواندو وغيرها من الألعاب التي تبني أجسادهم وتكسبهم مهارات حركية وأيضا دفاعية لحماية أنفسهم، ومثل التدريب على الأداء المسرحي كالتمثيل والخطابة والإلقاء، فيكتسبون الجرأة على مواجهة الجمهور ويتعلمون المهارة في الإلقاء والفصاحة في التعبير. ومثل أخذهم في جولات ميدانية للتعرف على بعض جوانب الحياة العملية في بلادهم وما فيها من نشاطات، وغير ذلك، من البرامج التي تكسب الصغار مهارات متنوعة غير تلك التي يتعلمونها خلال العام الدراسي. إنه بامكان وزارتي التعليم والثقافة أن تتعاونا على إقامة أندية صيفية بأسعار مخفضة تستقبل الصغار خلال عطلة الصيف، وتستفيد من طلاب وطالبات الجامعة في تشغيلهم للعمل معها في هذا المجال، بطريقة مرنة لا تلزم الطلاب بالارتباط الطويل بالعمل، فتشغلهم بالساعة أو بالأسبوع. إنها بهذا تضرب عصفورين بحجر، تعين الأمهات العاملات بتوفير الرعاية الآمنة والجيدة لأطفالهن خلال فترة الصيف، وتعين طلاب الجامعات على ملء جيوبهم الخالية وشغل فراغهم الطويل أثناء عطلة الصيف.