تبدد قلق الأهالي الموسمي على أبنائهم مع دخول الإجازات خصوصاً الصيفية بعد تعدد برامج المراكز والأندية الصيفية وتنوع برامجها، التي استفاد منها الشباب وملأت فراغهم بما هو مفيد. وكان القلق يتمحور في كيفية توظيف العطلة لخدمة وفائدة الأبناء وتأتي النوادي الصيفية التي يقيمها التعليم والمؤسسات الفنية بمنزلة الملاذ الآمن، حيث اعتادت الأسر الاعتماد عليها في انضمام أبنائها فيها لتنوع أنشطتها. حماية من الانحراف أكد عدد من التربويين العاملين في الأندية الصيفية أن الأندية الصيفية تعزز وتنمي الثقافة المعرفية لمختلف الجوانب التوعوية والتربوية لدى الشباب، وأشار مدير نادي الأمير مشعل بن عبدالله بنجران، عبدالله بن محمد الشمراني إلى أن عدد المشاركين بالنادي بلغ 185 طالبا من مختلف المراحل الدراسية، وقال "إن الأندية الصيفية تساهم في إشغال فراغ الطلاب بما يعود عليهم وعلى أسرهم بالنفع، وتحميهم من الانحراف الفكري والعقلي والنفسي بقضاء أوقاتهم في الشوارع، بما تضمنته من البرامج والفعاليات التي تهدف إلى تعزيز قدرات الطلاب والشباب بمختلف أعمارهم وتنمية مهاراتهم المختلفة". إلى ذلك يشير المشرف التربوي بتعليم نجران ناصر بن أحمد آل سلطان أن أهم أهداف الأندية الصيفية هو غرس القيم الإيمانية والآداب الفاضلة والخصال الحميدة لدى الطلاب، وأضاف "وتعميق ولاء الطلاب لوطنهم والحفاظ على مقدراته وأمنه وتعزيز مفهوم الوسطية والاعتدال, وتنمية احتياجاتهم وتوسيع مداركهم وتنمية معارفهم في جو تربوي يشبع رغباتهم، من خلال برامج متنوعة تلبي الواقع لدى الشباب". من جانبه، قال المشرف الثقافي التربوي بالنادي بدر بن محمد هزازي إن الفوائد كثيرة في الأندية والمراكز الصيفية بشكل عام حيث تتنوع برامجها من مركز لآخر وحسب طبيعة كل منطقة، وقال كل من شارك حتى في أيام قليلة استفاد، وأهم فائدة "هي المنافسة في حفظ كلام الله وإقامة المسابقات والبرامج المتعلقة بذلك، وتوفير الجو الذي يساعد الطالب على ممارسة النشاط الرياضي واكتشاف المواهب، وصقل واكتشاف مواهب الطلاب في الإنشاد والمسرح والإلقاء والقصة والاهتمام بتنمية القدرات العقلية والثقافية لدى جميع الطلاب"، وهو ما أيده مشرف حلقة قرآنية بنادي الأمير مشعل بن عبدالله، وليد العولقي بقوله "إن المراكز الصيفية في جميع المناطق تعمل على زرع الإبداع وحب الوطن في نفوس الطلاب حيث تشهد إقبالاً كبيرا على تلك الأندية والمراكز الصيفية من قبل الطلاب، وهذا يعكس مدى الوعي والإدراك لدى أولياء أمورهم بأهمية هذه المراكز كونها تعزز وتنمي الثقافة المعرفية لمختلف الجوانب التوعوية والتربوية والعلمية وبمختلف الأنشطة الرياضية والإبداعية، إضافة إلى ما تسهمه في حماية الأبناء والشباب من الانحراف الفكري والعقلي والنفسي بقضاء أوقاتهم في الشوارع بما تضمنته من برامج وفعاليات تهدف إلى تعزيز قدرات الطلاب والشباب بمختلف أعمارهم وتنمية مهاراتهم المختلفة". وتنوعت برامج نادي الأمير مشعل بحي الفهد بنجران حيث بلغ عددها أكثر من 50 برنامجاً وفعالية، ومنها برامج القرآن الكريم "حفظ + تفسير". والبرامج الثقافية ومنها "روض الجنان، بالخمسة تكسب، مين يوصلها، حول السراج، قرآنيات، الجنادرية المصغرة، صدى الفرسان وحفلة سمر". والبرامج الرياضية "خماسيات كرة القدم، دوري كرة القدم، كرة القدم الرملية، المهرجان الرياضي، الملعب الصابوني والألعاب التفاعلية". ومن البرامج الاجتماعية "المقلاط، التفاحة الفواحة، خيمة المركاز، هنيئاً مريئاً، رحلتي مع أسرتي". مطالبات بالتنويع ومكافآت وعبر عدد من أولياء الأمور عن سعادتهم بوجود هذه الأندية الصيفية وما لمسوه من نتائج إيجابية لأبنائهم من خلالها حتى إن بعضهم تمنى أن تكون بشكل يومي حتى يومي الإجازة الأسبوعية، وتحدث أحد أولياء الأمور حسن آل صلة بقوله: إن هذه الأندية تقتل الفراغ الكبير الذي يواجه الشباب في الإجازات الصيفية وتمنعهم من السهر والدوران في الشوارع والمعاكسات، وقال "أحرص كل صيف على تسجيل أبنائي في النادي الصيفي القريب من منزلي، وذلك لما يعود عليهم بالفائدة والنفع، مطالبا الجهات الحكومية المعنية والقائمة على تلك الأندية بصرف مكافآت للشباب حتى يزداد الإقبال عليها من فئة الشباب". أما سعيد القحطاني فقال "بحكم قضائي وقتا طويلا في العمل، فقد سجلت أبنائي في النادي الصيفي القريب من منزلي للاستفادة ولأضمن عدم انضمامهم لرفقاء السوء" مطالبا بتنويع البرامج في الأندية حيث بات عدد منها يقوم على برامج معينة وأنشطة معينة كل عام مما جعل الشباب يشعرون بالملل. من جانبه أكد مدير عام التربية والتعليم بنجران ناصر المنيع أن البرامج الصيفية تهدف إلى تنمية إحساس الطلاب بمشكلات المجتمع وإعدادهم للمشاركة في حلها، وتنمية روح التعاون والعمل الجماعي وتدريبهم على التخطيط والتنفيذ للبرامج والمشاريع وتحمل المسؤولية، بالإضافة إلى الإسهام في تزويد الطلاب بالقدر المناسب من المعلومات والمعارف والخبرات المفيدة. ناد تقني مهني إلى ذلك، أطلقت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني العديد من الأندية الصيفية والرمضانية وأندية الرحلات في كافة مناطق المملكة، وحظي مجلس التدريب التقني والمهني بنجران بتنظيم نادي الهوايات التقني والمهني بمقر المعهد الصناعي الثانوي بنجران حيث شهد إقبالا من الشباب بالمنطقة لوجود دورات تدريبية في جميع التخصصات الحرفية والتقنية التي تميز النادي عن الأندية الأخرى، وقال رئيس المجلس المشرف العام على النادي المهندس عامر بن أحمد آل محسن إن فكرة النادي تقوم على استثمار وقت الفراغ لدى الشباب وتنمية روح التنافس بينهم، وقال "أقيم النادي منذ الثالث والعشرين من رجب المنصرم وسجل فيه أكثر من 200 متدرب وأقيمت به 9 دورات تخصصية في مجال الحاسب الآلي والميكانيكا والكهرباء والنجارة والإلكترونيات والتبريد والتكييف، وهذه الدورات ميزت النادي عن الأندية الأخرى لوجود العمل الحرفي فيه، حيث يقيم المتدرب بالنادي 5 ساعات يوميا منها 3 ساعات متتالية بالدورات وساعتان تقام فيها الأنشطة المتنوعة في المجالات الثقافية والرياضية والاجتماعية، بالإضافة إلى الزيارات والرحلات التي شهدت أكثر من 25 فعالية مختلفة". وأضاف "وسيتحصل المنتظم في نهاية البرنامج على شهادة بالدورة التي التحق بها معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني". لا وقت فراغ لدينا من جانبهم، أجمع عدد من طلاب المراكز والأندية الصيفية على عدم وجود أوقات فراغ لديهم وأن وقتهم أصبح منظما بين النوم والقيام بالواجبات العائلية والانضمام لمدة 5 ساعات بشكل يومي للمركز الصيفي، وقال الطالب فهد الوايلي "تعودت كل صيف على قضاء الفراغ في الأندية الصيفية، والتنقل من ناد إلى آخر حبا في الاستطلاع والتنوع، وهذه المراكز لها فضل بعد الله في ملء الفراغ لدينا بما يعود بالنفع، فقد حفظ العديد من الشباب أجزاء كثيرة من القرآن على أيدي معلمين أكفاء، وهذه أكبر فائدة من تلك المراكز". كما بين الطالب وليد بن سعيد القحطاني أنه استفاد من النادي الصيفي ما يفيده في مستقبله، وقال "تعرفت على كيفية اكتشاف المواهب بين الطلاب، وكذلك تنمية روح التنافس، كما أن هذه المراكز قضت على فراغ الطلاب بعد الانقطاع عن الدراسة، فالطالب يجد في تلك الأندية عددا من البرامج المتنوعة وكافة الخدمات من الإعاشة والزيارات والجولات والرحلات". وأوضح سلطان بن يحيى البشري - طالب في الكلية التقنية بنجران- أن سبب انضمامه إلى النادي التقني تنوع برامجه، وقال: قمت بالتسجيل في النادي التقني الصيفي بنجران بعد مشاهدتي لبرامجه المتنوعة، فالتحقت بدورة الحاسب الآلي وطورت قدراتي، إضافة إلى المحاضرات والندوات والحلقات التطويرية، ومنها ندوة صناديق التمويل التي تقوم بدعم الشباب بقروض ميسرة لمن يرغب في العمل الحر وفتح منشأة صغيرة أو متوسطة". مراكز نسائية الفتيات يحتجن أيضا إلى أندية ومراكز صيفية تمنعهن من الكسل والجلوس في المنازل، ومن هذا المنطلق أطلقت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بنجران 3 مراكز صيفية بالمنطقة التحق بها 276 طالبة من مختلف المراحل، وذلك في كل من دار آل الجميع الخيرية بحي المخيم، وبلغ عدد المشاركات فيها 156 طالبة، ودار الإحسان بحي العريسة وشاركت فيها نحو 50 طالبة، ودار خديجة بنت خويلد وقد شاركت فيها أكثر من 70 طالبة. وتقام العديد من الحلقات القرآنية ضمن فعاليات هذه المراكز بالإضافة لدورات تدريبية تربوية متنوعة ودورات في تعليم القاعدة النورانية ودورات في الحاسب الآلي والأنشطة الثقافية والاجتماعية الهادفة التي تهتم بالجانب النسائي وتفعيل دور المرأة المسلمة في المجتمع. حيث يقام لهن بتلك المراكز العديد من الدورات التدريبية العامة ودروس في التجويد حسب مستوى الطالبات في الحلقة الواحدة، بالإضافة إلى مسابقات ثقافية عامة، واستضافة بعض مشايخ المنطقة لإلقاء محاضرات توجيهية، وكذلك عدة مناشط ومنها مواصلة جميع طالبات المستويات في حفظ القرآن الكريم، وتكريم من اجتازت منهن للمستوى الذي ستختبر فيه بجوائز عينية وشهادة اجتياز مستوى، وإقامة حلقات مكثفة للطالبات اللاتي حفظن 15 جزءاً فما فوق للسعي لختم القرآن الكريم خلال المراكز الصيفية قدر الإمكان، وإقامة حلقة مكثفة لحفظ 6 أجزاء في المستويين الأول والثاني للطالبات المستجدات في الدور النسائية، والعناية بحلقات الأميات وصغيرات السن (البراعم) وتكريم من اجتازت منهن جزءا بجوائز عينية وشهادات شكر. مكاتب العمل من منطلق قتل الفراغ لدى الشباب والفتيات خلال الإجازات الصيفية ومساعدتهم، وظفت مكاتب العمل في بعض المناطق ودربت العديد من الشباب والفتيات ومنحتهم مكافآت من خلال دعم رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات والشركات الكبرى، وأعلن مكتب العمل بمنطقة نجران خلال صيف هذا العام 1432 عن توفير 2500 فرصة تدريب وتوظيف للطلاب والطالبات بمختلف المراحل لإشغال وقت فراغهم بما يعود عليهم وعلى أسرهم بالنفع والفائدة، وقال مدير مكتب العمل بنجران محمد بن سعود السلولي "إن ذلك يأتي في سبيل توفير فرص التدريب لأبناء وبنات المنطقة خلال فترة الصيف"، مشيرا إلى أن المكتب قام بحصر تلك الوظائف والفرص التدريبية الصيفية في عدة مجالات وتخصصات منها 170 فرصة للطالبات لأول مرة في نجران وسيكون التوظيف في القطاع الخاص من خلال وكالات السفر والمستشفيات والمحاجر والشركات وشركة الأسمنت وكافة القطاعات الخاصة الأخرى، فيما سيكون التدريب في المعاهد الأهلية الخاصة. اكتشاف المواهب هناك العديد من المواهب يتم اكتشافها في تلك الأندية الصيفية من أجل تنميتها والرقي بها للأمام، وأوضح مشرف التوجيه والإرشاد بالنادي التقني صالح الهمامي أنه تم اكتشاف عدد من المواهب، وقال "تم اكتشاف مواهب شعرية بين الطلاب، وتمت تنميتها وكسر حاجز الخجل من خلال إلقاء القصائد أمام زملائهم، كما اكتشف عدد من المواهب في كرة القدم، وفي الألعاب الإلكترونية وتمت تنميتها بإقامة دوري لهم بالنادي وإهدائهم العديد من الألعاب التي تنمي قدراتهم، وفيما تم اكتشاف مواهب في الإلقاء والتقديم وإدارة الحوار بين الشباب والوقوف أمام الجميع وتم اكتشاف مواهب في حب القراءة والرسم والعمل المهني"، وأشار الهمامي إلى أنه تم تنظيم محاضرات في مجال التفحيط وما يسببه للشباب من أضرار وعواقب لا تحمد عقباها وتفاعل معها الجميع، إضافة إلى إقامة محاضرة عن التدخين وتم عرض فيلم وثائقي لعدد من المدخنين وما يسببه من أمراض وتأثير جسدي ونفسي على المدخنين، إضافة إلى العديد من المحاضرات الدينية التي تدل وتشجع على حب المهن والعمل الحرفي وكيف كان الأنبياء يعملون في تلك المهن. وعرض فيلم وثائقي مدعم بالصور للشباب السعودي الذين قاموا بفتح محلات صغيرة ومتوسطة لهم لممارسة العمل الحر بعد أن تم دعمهم بقروض مالية من صناديق التمويل من صندوق المئوية ومعهد ريادة للأعمال الوطني. جني الثمار يؤكد الداعية بفرع الشؤون الإسلامية بنجران الشيخ محمد المطرودي أن المراكز الصيفية آتت ثمارها، وقال"إن هذه المراكز لها فوائد عديدة ومنها إشغال الفراغ لدى الشباب بما يعود عليهم بالنفع، حيث حفظ العديد منهم أجزاء كثيرة من القرآن الكريم من خلال تلك المراكز وتعلموا المهن المختلفة وقضت على الجرائم وتجمعات الشباب إلى ساعات الفجر الأولى وممارسات التفحيط وغيرها من الأمور التي تشغل رجال الأمن وغيرهم، إضافة إلى زرع روح التنافس بين الشباب في حب الوطن من خلال الأنشطة المختلفة التي تقام في تلك الأندية".