يستيقظ المريض صباحا ليتوجه لأحد المستشفيات التابعة لوزارة الصحة فلديه موعد ينتظره منذ شهرين، وعند وصوله يفاجأ بأن الطبيب قد اخذ هذا اليوم اجازة اضطرارية او قد استأذن لظرف خاص، يضطر المريض الى أن يجدد الموعد وينتظر موعده القادم على أمل ألا يتفاقم المرض حتى الموعد القادم. كطبيب اسمحوا لي أن اشرح لكم سبب اعتذار الطبيب وهو أنه صار معقبا لحق من حقوقه هو «بدل العدوى» الذي يحمل ملف المطالبة به في ملف اخضر يدور به من دائرة لأخرى. بدل العدوى الذي يتلقاه الطبيب بدلا من ان يجده اوتوماتيكيا ضمن راتبه بينما يعمل بجد واجتهاد في عيادته او في عملياته نجد العكس تماما حيث صار الطبيب يتقدم الى رئاسة القسم الذي يعمل به بطلب البدل ومن القسم الى شؤون الموظفين منها الى الشؤون الصحية وفي حالتي الشخصية أتكلم عن الشؤون الصحية لمدينة جدة ويكون الرد بالرفض حيث كتب وبالخط العريض «تم الرفض حيث إن الوظيفة ليست من الوظائف التي تستحق البدل»، كيف لا ونحن من نواجه خطر الإصابة بفايروس ايبولا وقبله الكورونا وقبله انفلونزا الطيور والخنازير الى غيرها؟ كيف لا ونحن من نواجه «مرضى» من المسمى أي بهم مرض قد ينتقل الينا؟ كيف لا ونحن من نقوم بعمل العمليات الجراحية ومعرضين للوخز او التلوث؟ كيف لا ونحن من نستقبل مختلف الاجناس والجنسيات؟ كلها أسئلة بحاجة لجواب منطقي ممن قام بالرفض. ليست هذه نهاية رحلة المعاملة في يد الطبيب المعقب وانما هي البداية فقط، فبعدها عليه ان يأخذ المعاملة لديوان الخدمة المدنية ليتم التدقيق والتغطية ويرفق معها خطاب رفضهم، يأخذها بعد ذلك ويتجه للبريد السعودي لإرفاق برنت بالعنوان والسكن وبعدها يتجه الى ديوان المظالم ويرفع طلب التدقيق في الرفض ويتم تحديد موعد أقربه بعد شهرين للتدقيق في المعاملة التي يعلم جميع الأطراف فيها ان الطبيب مستحق للبدل ويصدر حكم باستحقاقة للبدل كما حصل مع كثير من المعقبين الذين بدأ يصرف لهم هذا البدل بعد هذا العناء، والبعض منهم تقوم وزارة الصحة بطلب استئناف للحكم، حيث إن الكل يعلم انه حتى بعد الاستئناف سيستحق الطبيب هذا البدل ولم نجد طبيبا معقبا واحدا انهى اجراءات التعقيب على معاملته دون أن يصرف له هذا البدل.