أكد وكيل المخابرات العامة المصرية السابق اللواء محمد رشاد، أن «عاصفة الحزم» كانت عملية ضرورية بعد تزايد الأعمال العدائية للحوثيين ومن خلفهم طهران للسيطرة على اليمن ودعم الهيمنة الإيرانية على المنطقة. وقال ل«عكاظ»: إن أهمية تحالف دعم الشرعية الذي تقوده المملكة أنه مهد الطريق لتشكيل قوات مشتركة عربية لمواجهة الإرهاب وحماية الأمن القومي العربي. وجدد التأكيد على شرعية الضربات العسكرية وعدم مخالفتها للمواثيق العربية والدولية، لافتا إلى أنها حفظت اليمن من التقسيم والتدخلات الخارجية خصوصا من ايران التي تدعم الحوثيين وتمدهم بالاسلحة والمعدات الحربية، والتي تسعى للتمدد والسيطرة بتدخلاتها المشبوهة في العراق وسوريا ولبنان. وأضاف: «عاصفة الحزم» تعكس وحدة الدول العربية تجاه الارهاب ومناصرة الحق. وأفاد اللواء رشاد، أن المملكة لعبت دورا كبيرا منذ بداية الأزمة اليمنية، وحاولت حل الصراع عبر الحوار والمفاوضات، إلا أن تعنت الحوثيين بدعم من ايران، ورفضهم التعاطي مع مخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة وانقلابهم على رئيس شرعي منتخب، لم يترك خيارا سوى الضربة العسكرية باعتبارها الحل الوحيد لوقف هذا التمدد وتقليص سيطرتهم على اليمن. وحول رؤيته لما بعد الضربات الجوية، قال: إنه يجب أن يتبع الضربة العسكرية إجراءات أخرى منها منع وصول الامدادات والاسلحة، وضربات برية وبحرية، وإرسال رسائل تحذرية لايران لوقف التدخل في الشأن اليمني ومواصلة الضغط على الحوثيين لدفعهم إلى المشاركة في حوار جاد مع باقي الاطراف اليمنية. وفيما يتعلق بتقييمه لهذه المرحلة من العاصفة، أفاد أن الضربات الجوية كانت مهمة للغاية، وأحدثت خسائر كبيرة في قدرات الحوثيين خاصة أسلحة الدفاع الجوي، ومخازن الأسلحة والذخيرة، كما دمرت المعسكرات الخاصة بهم والبنية الاساسية لهم. ورأى الخبير العسكري أن التحرك العربي لمواجهة خطر الحوثيين، يعد خطوة تمهيدية لتشكيل قوات مشتركة عربية ستكون القوة الفاعلة التي تستطيع التحرك من دولة لأخرى لمواجهة تحديات الإرهاب. واشار إلى انه يمكن أن تكون هذه القوات موجودة في كل الدول العربية ولكن بنسب متفاوتة حسب الحاجة، مثلا ما يحدث في اليمن أو مصر من ارهاب يتطلب زيادة عدد القوات، اما عملية التمويل والتسليح وعدد القوات فسوف يتم التوافق عليها بين كافة الدول العربية. وحول الرسالة التي أوصلتها «عاصفة الحزم» إلى العالم، أكد أن العملية كانت رسالة إلى العالم بأن العرب يمكن أن يتوحدوا وأن الأمن القومي العربي خط أحمر، وأن العالم العربي أصبح له قوة موحدة، وأننا قادرون على رد الفعل القوي على المستوى العربي بما يدعم الأمن القومي الخليجي والعربي.