أكد سياسيون مصريون، أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام قمة شرم الشيخ وضع العرب أمام مسؤولياتهم. وقالوا ل «عكاظ»: إن تأكيد الملك سلمان على أن عملية «عاصفة الحزم» مستمرة حتى يستعيد اليمن أمنه واستقراره، وأن الرياض تفتح أبوابها لكافة الأطياف، يعني حرص المملكة على اليمن بحكومته الشرعية وشعبه. ونوه وزير الخارجية المصري الأسبق محمد كامل عمرو بالخطاب، مؤكدين أن موقف المملكة من وحدة اليمن واستقلاله وسيادته أمر ثابت في سياستها الداخلية والخارجية. وقال: «إن الخطاب وضع الجميع أمام مسؤولياتهم الأخلاقية، وواجبهم الشرعي، للوقوف في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام، وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية والإرهاب، وشوهوا صورة الإسلام، بنقائه وصفائه وإنسانيته. وأكد أن المملكة في مقدمة الدول التي بذلت جل الجهود للقضاء على أي فكر أو عمل يقود للإرهاب. وأفاد أن العملية العسكرية النوعية التي تقودها المملكة وحدت الصف العربي وجعلته يلتف حول أمنه القومي الذي بات مهددا بعد الانقلاب العسكري الحوثي على الحكم وزعزعة استقرار اليمن والدخول به إلى نفق مظلم». ورأى مستشار وزير التعاون الدولي المصري السفير جمال بيومي، أن كلمة الملك سلمان عكست الموقف المحدد للمملكة ودول التحالف العربي من عاصفة الحزم وأنها تستهدف مساندة الشعب اليمني في مواجهة ما يتعرضون له من إرهاب طائفي مذهبي، والحفاظ على أمن واستقرار اليمن من التقسيم والتشرذم. وقال إن الإعلان على أن الرياض تفتح أبوابها للأطياف اليمنية، يؤكد حرص المملكة على إيجاد حل سلمي للأزمة، ولكن بعد أن تحقق الضربات الجوية أهدافها في ردع الحوثيين وردع من يقف وراءهم. وأفاد المحلل السياسي الدكتور جمال زهران، أن الكلمة لخصت الأهداف التي تسعى عاصفة الحزم إلى تحقيقها ومنها وقف التمدد الإيراني في اليمن عبر منع استمرار توغل الحوثيين، وحماية شرعية الرئيس اليمني هادي المعترف به دوليا. وأكد رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات الدكتور هاني رسلان، أن كلمة الملك سلمان عبرت عن اللحظة الفارقة التي تمر بها المنطقة من انتهاك صارخ لأمنها القومي العربي في مواجهة ما تسعى إليه إيران من امتلاك السيطرة على المنطقة وبسط نفوذها الإقلمي كلاعب وحيد. وأضاف أن الكلمة حملت 3 رسائل أساسية أولها توضيح أسباب وأهداف عاصفة الحزم ممثلة في الوقوف إلى جانب اليمن ووقف التمرد، واستمرار العملية حتى عودة الأمن والاستقرار. والرسالة الثانية تمثلت في إعلان أن: الرياض تفتح أبوابها للأطياف السياسية اليمنية وهي تكشف توجهات المملكة بعد نجاح أهداف عاصفة الحزم، ودعمها للحوار وعدم تدخلها في الشأن الداخلي اليمني. أما الرسالة الثالثة في رأي رسلان، فتمثلت في التأكيد على أن هناك قوى إقليمية تتدخل في الشأن العربي الداخلي لزعزعة استقراره، وهو ما يؤكد الوعي الكبير بأن المملكة والدول العربية واعية لهذه المخططات والأطماع وأنها ستقف بحزم ضد هذه المخططات. ونوه اللواء محمد رضا يعقوب الخبير الأمني والاستراتيجي، إلى أن كلمة الملك سلمان جاءت شافية وكافية للتعبير عن الموقف العربي الموحد ضد الأطماع الفارسية في بلاد العرب. وأكد أنها حفلت بالقوة والحسم في الحفاظ على أمن واستقرار الشعب اليمني ومنع سقوط اليمن في أيدي الحوثيين ومن وراءهم، واستثمار النجاح لعاصفة الحزم في إرغام الحوثيين على العودة مجددا إلى طاولة المفاوضات.