كل شيء في جدة يتغير بسرعة وبشكل غير مسبوق.. فالعروس التي قال عنها خالد الفيصل «إنها همسة رجاء ولمسة وفاء، إنها رقصة موجة، وحلمُ مساء، إنها صوت شاعر، وتغريدة طائر، إنها صهيل جموح، وصهوة طموح، إنها الصاعدة الواعدة، والتجربة الرائدة، إنها جدة»، هي العروس الفاتنة التي انتقت لزينتها الأفضل والأجمل والأحسن.. ولا يمكن للزمن بأيامه وشهوره وسنواته، أن يجاري تطلعها الدائم لأن تكون كما هي أغلى وأروع وأحلى عروس، تشمخ وحيدة بفتنتها وقامتها على البحر الأحمر الذي أضاف لجمالها جمالا، ولسحرها أكثر من عنوان لقصائد مفتونة بوسامتها. لا يهم الآن أن تكون جدة في حالة تجديد وإعادة تكوين وكثافة تطوير.. فما هي إلا سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة، بدأ بعضها في العام الماضي وسيستمر إن شاء لسنوات قليلة قادمة، العروس تحتضن اليوم جوهرة رياضية مشعة أصبحت معلما جديداً من معالمها الكثيرة، ولديها شاطئ جميل حديث جعل من «كورنيشها» نافذة خلابة على البحر الذي يجذب ويستهوي المحبين لنسيمه العليل، والمعجبين بأمواجه التي لا يمَلُ النظر من أن يمتد إليها لساعات طويلة، وها هي الجسور والأنفاق التي رأت النور، والتي ستظهر مع مرور الأيام، لتضيف جدة إلى مصاف المدن العالمية الكبيرة، وما هي إلا شهور قادمة إن شاء الله ليكون لها مطار عالمي حصل من الآن وهو في طور الإنشاء على جائزة أفضل مشروع هندسي في العالم، وسيلحق به قطار الحرمين بمحطتين تنافس في جمالها العمراني مثيلاتها في الجديد العالمي، وعندما يتوالى ظهور مرافق النقل العام الجديد بجسوره وعرباته وطرقه ستتحول جدة إلى عروس ليست للبحر الأحمر فحسب وإنما عروس لبحور العالم أجمع، وهناك الكثير والكثير الذي ستظهره الأيام القادمة المليئة بالأحلام التي تتحول إلى واقع ملموس. جدة الجمال بموقعها ومظهرها وليلها ونهارها، وجدة العلم بجامعتها العريقة وأخواتها المنشآت والتي في طور الخروج إلى ساحة التعليم العالي، جدة المشافي التي تنافس العالمية بتجهيزاتها ومساحتها وأطبائها، جدة التاريخ وعبقه، والحاضر وروعته، والمستقبل وبهاؤه. أعذروني أيها الأحباب فأنا مفتون بمدينتي من رأسي حتى قدمي.. وأعذروني إن خالفت من قال عنهم أيضا خالد الفيصل «قالوا الكثير عن جدة جلدوها بألسنتهم وأقلامهم.. وتبقى جدة بحسنها ونفسها معتدّة.. كم حاولوا تشويهها وهي تتجمل لهم.. كم حاولوا تهميشها وهي تنمو وتكبر بهم.. كم اتهموها وهي تحتضنهم كما أساءوا إليها وهي تعتذر عنهم.. إنها المدينة الأسطورة فلم يريدونها مذعورة». لن تكون مذعورة لأنها تبتسم في وجه من لا يعرف غير القبح فكرا وقولا وعملا.