خيم الهدوء على محافظة الداير بني مالك والقرى الحدودية، كما عادت حياة السكان لوضعها الطبيعي، وذلك بعد أن قامت القوات السعودية بضرب معاقل الحوثيين في عاصفة الحزم، فيما شوهد عدد من المواطنين يمارسون أعمالهم بشكل اعتيادي، مشيرين إلى أن القرى الحدودية تسير حياتها بشكل طبيعي، بينما تكثف قوات حرس الحدود دورياتها تحسبا لأي طارئ. ولاحظت «عكاظ» لدى جولتها على عدد من القرى شرق الداير بعض الأسر ما زالت تمارس حياتها الطبيعية داخل منازلها خاصة في قرى دفا ووادي حمر وحبس وآل يحي وآل زيدان المحاذية لليمن، حيث أكدوا في حديثهم أنهم فداء لهذا الوطن ولن يسمحوا بالاعتداء على شبر منه وسيكونون أول المدافعين عن ترابه ولن يتخلوا عن منازلهم، لافتين إلى أن الحركة التجارية لم تتأثر سلبيا. وأكد عدد من أهالي الداير أنهم نذروا أنفسهم وأقسموا على الإخلاص للدين والقيادة والوطن حتى آخر قطرة دم في أجسادهم، وأن أرواحهم لترخص في سبيل الدفاع والذود عن الوطن معتبرين سقوط أي شهيد وإصابة أي جندي بمثابة تعزيز للإرادة وشحذ للهمم، معاهدين الله على الوقوف في وجه كل من يحاول النيل من هذا الوطن، معربين عن جاهزيتهم لمواجهة خطر كل من تسول له نفسه المساس بأمنه واستقراره ووحدة أراضيه وإثارة الذعر في قلوب مواطنيه ومقيميه. في السياق ذاته، أوضح محافظ الداير بني مالك محمد بن هادي الشمراني أن الجهات الخدمية في الداير جاهزة لاستقبال أي حالات لا سمح الله، كما تم تأمين بنوك الدم بكميات كبيرة من الدم بجميع الفصائل بمستشفى بني مالك، إضافة إلى تعميد مركز الرعاية الأولية لاستقبال حالات الطوارئ العادية كما أن جميع الفرق مرابطة في الميدان وتعمل جنبا إلى جنب لمساندة الصحة، مبديا استعداد الجميع لمواجهة أي طارئ ونقل أي حالات، فيما أكد مدير إدارة الدفاع المدني بالداير الرائد علي مفرح المالكي أن الفرق متواجدة على مدار الساعة بكامل تجهيزاتها التي وفرتها الحكومة الرشيدة وهي تعمل جنبا إلى جنب لمساندة القطاعات الأخرى. كما لم تتوقف المناسبات العائلية والأفراح في المحافظات والقرى الحدودية منذ بدايات الطلعات الجوية، حيث أكد مواطنوها أنهم جزء من هذا البلد فخورون بما أقدمت عليه القوات الجوية، فمع كل صوت طائرة حربية يرفعون أكفهم بالدعاء أن تعود سالمة محاطة بتوفيق الله، معربين عن شعورهم بالاعتزاز والفخر بما تقوم به القوات السعودية برفقة الأشقاء المشاركين، حيث يؤكد أحمد علي الجبيلي شيخ قبيلة الجبيلي والعريشي بصامطة أن الجميع يعيشون فرحة قيام رجالنا البواسل الذين سخرتهم دولتنا الحكيمة لحماية ممتلكات الشعب عامة والدفاع عن الجار في حال الاستغاثة، وهذا ما عودتنا عليه دولتنا التي تحكم بشرع الله، مضيفا أن الحياة في القرى الحدودية تسير بصورة طبيعية، ولم نوقف أي مناسبة أو اجتماع عائلي فكل الأمور الاجتماعية تسير بصورة طبيعية وأمننا مستقر ونبتهج بسماع صوت الطائرات لحظة مرورها حيث تبث فينا الحماس للذود عن تراب الوطن. ويشير يحيى بن عبده الجبيلي إلى أن الأسواق والمراكز التجارية تعج بالمتسوقين وكذلك المتنزهات خصوصا أن الطلعات الجوية تزامنت مع عطلة نهاية الأسبوع، لافتا إلى أن مبعث الشعور بالطمأنينة لدى المواطنين هو ثقتهم في خالقهم في كفاءة صقور الجو البواسل فهم قادرون على تحقيق الأهداف في ظل تعاون وتحالف الأشقاء بدول الخليج، فيما أكد عدد من المواطنين لدى إقامة إحدى المناسبات العائلية بينما كانت الطائرات تهز أركان المكان أثناء مرورها أن الأمر طبيعي جدا ولن تتوقف أي فعالية أو اجتماع، كما تمارس المراكز التجارية الحدودية نشاطها دون أي توقف، حيث شهدت الأسواق حركة نشطة، فيما انتشر الجميع لشراء حاجياتهم بكل أمن وأمان.