بدت قرى الشريط الحدودي الجنوبي مستقرة أمس، السيارات تجوب شوارعها ذهابا وإيابا، ما يعكس الصورة الحقيقية للحالة الأمنية السائدة فيها، دون أن تتأثر على الإطلاق بما يحدث في الجمهورية اليمنية التي لا تبعد عنها إلا عدة كيلومترات. الشوارع الرئيسية في تلك المحافظات تعيش حركة نشطة من المركبات طوال ساعات اليوم، خصوصا أن تلك الشوارع تمثل شريانا للحركة الاقتصادية تحتضن عشرات الورش الصناعية والمحلات التجارية، والمخابز وكلها تمارس نشاطها من الصباح الباكر. كما أن الاستقرار والهدوء يمثل السمة البارزة في مختلف مدن وقرى الشريط الحدودي، إذ لم نلاحظ أشياء غير اعتيادية على الإطلاق، فالانسيابية في جميع الشوارع الرئيسية والفرعية تمثل القاسم المشترك، الجميع يمارسون حياتهم الطبيعية سواء موظفون في الدوائر الحكومية أو الشركات الخاصة العاملة. المحال التجارية بدأت منذ الصباح الباكر في استقبال الزبائن، أسواق الخضار والسمك تشهد حركة نشطة، مع استمرار النشاط الاعتيادي لسوقي الخضار والأسماك، فالناس لم يتغير جدولها الاعتيادي. وأبرزت جولة «عكاظ» أمس الحالة الطبيعة للمحافظات والقرى الحدودية، الشوارع مكتظة بالمركبات والمارة في جميع أنحاء المدن والقرى، ما يعطي دلالة واضحة على الهدوء والاستقرار الذي يعيشه أهالي تلك المواقع السكنية. وأكد الأهالي استعدادهم لفداء وطنهم ودحر أي معتد عليه. وبدت الحياة في المحافظات والقرى الحدودية طبيعية وكأن شيئا لم يكن حيث واصل المواطنون مناسباتهم العائلية وأفراحهم، التي لم تتوقف منذ بدايات الطلعات الجوية، مؤكدين أنهم جزء من هذا البلد فهم يفتخرون بعاصفة الحزم، فهم مع كل صوت لطائرة حربية يرفعون أكفهم بالدعاء أن تعود سالمة محاطة بتوفيق الله. يقول الشيخ أحمد علي الجبيلي شيخ قبيلة الجبيلي والعريشي بصامطة «نعيش بحمد الله وتوفيقه وحمايته أولا ثم في حماية رجال أمننا الذين يسهرون لحماية ممتلكات الشعب عامة والدفاع عن الجار في حال الاستغاثة منهم وهذا ما عودتنا عليه دولتنا التي تحكم بشرع الله»، مضيفا أن حياتنا تسير بصورة طبيعية ولم نوقف أي مناسبة أو أي اجتماع عائلي فكل الأمور تسير بصورة طبيعية وأمننا مستقر. ورصدت «عكاظ» تجمعا لعدد من المواطنين لحظة إقامة إحدى المناسبات العائلية بينما كانت الطائرات تهز المكان أثناء مرورها وكان الأمر طبيعيا جدا ولم يتوقف أي شيء كما بقيت المراكز التجارية الحدودية تمارس نشاطها دون أي توقف كما شهدت الأسواق حركة نشطة بعد صلاة الجمعة حيث انتشر الجميع لشراء حاجياتهم بكل أمن وأمان. يقول أحمد حدادي من سكان إحدى القرى الحدودية «أهالي تلك القرى يظلون حاجزا منيعا أمام من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن أو تهريب ممنوعات، وظل أبناء تلك القرى يقدمون الغالي والنفيس من أجل الوطن، الأمر الذي وجد تقديرا من ولاة الأمر وانعكس إيجابا على مقدرات الوطن وممتلكاته». ويشير عبدالله هزازي، إلى أن أهالي القرى الحدودية يعيشون في أمن وأمان ويؤدون أعمالهم على أكمل وجه.