تصوير: خالد الرشيد .. أستطيع القول إنني شاهدت صورا من اروع صور الولاء والتلاحكم بين الشعب والقيادة في جازان التي قضيت فيها اسبوعا فور عمليات التسلل التي قام بها بعض الفئات المغرر بها من اليمن .. واستطيع القول إن كل شعب جازان منذ اللحظة الاولى لعمليات التسلل وقف وراء قيادته في المملكة العربية السعودية لصد عمليات التسلل التي شهدتها منطقة جازان .. ولقد تابعت بنفسي لقاء صاحب السمو الملكي الامير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز امير جازان وهو يستقبل شيوخ قبائل جازان الذين يعلنون تضامنهم وولاءهم التام لجميع الاجراءات التي تقوم بها المملكة لمواجهة عمليات التسلل الخارجي لأراضيها ووقوفهم صفا واحدا وراء القيادة الرشيدة، ولقد كان الموقف مؤتمراً في اجتماع الثلاثاء الليلي الذي تم في قصر سموه بمدينة جازان وانا اشاهد مجموعة من شباب جازان وقد ارتدوا زي الكشافة وجاؤوا الى امير المنطقة ليقولوا له إننا جاهزون للعمل خلف القوات المسلحة في اي اعمال تكلفوننا بها لدرء العدوان الخارجي على اراضي المملكة العربية السعودية، وتابعت الامير محمد بن ناصر وهو يقدر لهم هذه المواقف ويطلب منهم تسجيل اسمائهم في الامارة لطلبهم عند الحاجة فيما اذا تطورت الامور. على جانب آخر رأيت احد رجال الاعمال الشبان في جازان وهو شاب جامعي خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية يقدم الفندق الذي يديره في جازان للقوات المسلحة السعودية بالمجان لاستخدام الفندق في المجهود الحربي المعاون للقوات المسلحة المتواجدة في منطقة جازان بالاضافة الى مجموعة من الشاحنات التي تحمل المياه والعصائر لأفراد القوات البواسل. الرعي مستمر القوات المسلحة السعودية التي اتخذت لها مواقع استراتيجية في منطقة الخوبة هجَّرت المواطنين والسكان من 240 قرية حدودية خوفا عليهم من تعرضهم لأي اذى من المتسللين بعد ان شددت القوات المسلحة السعودية من قبضتها على المتسللين ولاحقهم بضربات جوية من الطيران السعودي وضربات برية من المدفعية والدبابات، وضربت حصارا بحريًّا على المنطقة الحدودية، الطريق الى الخوبة واحد المسارحة والطوال وصامطة وأبو عريش كلها تحولت الى مناطق استقبال للنازحين القادمين من القرى الحدودية فيما عدا "الخونة" التي تحولت بالكامل الى منطقة عسكرية تضم قوات الجيش العربي السعودي ورجال سلاح الحدود والقوات الخاصة بأسلحتهم وآلياتهم وملابسهم المميزة كما تضم مستشفى عسكريا ميدانيا ومراكز مساندة للخدمات والامدادات العسكرية. الأمير خالد بن سلطان أستطيع القول ان وجود صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية وسط الجنود في الساعات الاولى للاشتباكات المسلحة بين قواتنا والمتسللين خلق نوعا من الحماس والحيوية واعطى الجنود دفعة معنوية قوية وتستطيع ان تلاحظ ان كل الجنود العاملين في المناطق الحدودية مستعدون للذود عن الوطن الغالي حتى بأرواحهم الطاهرة فهم يبذلونها لرد اي عدوان على الوطن الغالي، وفي منطقة الحدود تجد الضباط من اعلى الرتب الفريق واللواء جنباً الى جنب مع الجنود البواسل في خندق واحد مستعدين للذود عن الوطن الغالي وثقتهم عالية جدا فيما يحملونه من اسلحة متطورة وفي عدالة ما يدافعون عنه فهم ليسوا معتدين بل مدافعين عن الارض. الطائرات المقاتلة تشاهدها من منطقة الخوبة وهي تجوب الجبال العالية الشاهقة وتضرب فلول المتسللين الذين تفرقوا هنا وهناك تحت الضربات المتلاحقة.. اما المتسللون الذين استطاعوا النفاذ الى بعض القرى الحدودية فإن عمليات التمشيط المستمرة التي يقوم بها رجال سلاح الحدود والامن تحول دون وصولهم الى اهدافهم وتم القبض عليهم والتعامل معهم وفق القوانين والانظمة السعودية. الفنادق كاملة العدد أستطيع القول ان جميع فنادق جازان والطوال وصامطة وجميع مدن جازان كاملة العدد فقد قامت اجهزة الدولة بحجز عدد كبير من الفنادق لصالح النازحين من القرى الحدودية خوفا على حياة المواطنين السعوديين وبعض الاخوة المدنيين الذين يقيمون اقامة نظامية في القرى الحدودية ثم استقبالهم في الفنادق والشقق المفروشة وقامت الدولة بتحمل كافة النفقات والاعاشة وصرف بدل نقدي لهم لحين عودتهم الى قراهم ومدنهم الحدودية مرة اخرى.. اما الذين لم تستوعبهم الفنادق والشقق المفروشة فقد تم اسكانهم في معسكرات الايواء الكبيرة التي يشرف عليها اللواء عادل زمزمي مدير الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة الذي يتواجد حاليا في احد المسارحة التي تضم اكبر مراكز الايواء للنازحين في منطقة جازان. جنودنا المصابون البواسل في مستشفى الملك فهد بجازان والمستشفى الميداني للقوات المسلحة يرقد عدد من جنودنا البواسل المصابين البعض منهم قالوا للامير خالد بن سلطان نريد ان نعود مرة اخرى الى ساحة العمليات العسكرية لنواجه هؤلاء المتسللين الاوغاد الذين يحاولون تدنيس تراب بلادنا الغالي. على الجانب الآخر سقطت بعض الطلقات المدفعية على بعض المساكن والقرى الحدودية ويجري حصر هذه الاضرار لتعويض اصحابها. كشف صحي على الجميع قوات الدفاع المدني في منطقة جازان وفرت الرعاية الصحية للنازحين وتم الكشف الطبي على المرضى منهم وتوفير العلاج كما تم تأمين مدارس بديلة للطلبة والطالبات في المدن والقرى الآمنة بعيداً عن العمليات العسكرية لمواصلة الدراسة في المدارس البديلة.. الصورة في جازان والمناطق المحيطة بها حالياً مشرفة وهادئة والجميع مستبشرون بتواجد القوات المسلحة معهم التي أعادت الهدوء لمدنهم وقراهم.