أكد ل«عكاظ» صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة نجران، أن إجراءات العمل في إمارة المنطقة تسير وفق أنظمة وتعليمات واضحة للجميع، لا تترك مجالا للاجتهادات أو الأهواء الشخصية في تغيير مسار أي شكوى، مشيرا سموه إلى أن لقاءاته بالمواطنين تتسم بالشفافية التي تمكنه من الاستماع إلى أدق التفاصيل عن الشكاوى عبر حوار هادئ يقود إلى الوصول للحقيقة ومن ثم المعالجة وفق إجراءات نظامية تحفظ حقوق جميع الأطراف، وأوضح سمو أمير منطقة نجران، بأن الجلسة الأسبوعية «الاثنينية» لن تستمر على وضعها الحالي، ملمحا إلى آلية جديدة تضمن طرح مواضيع جادة للنقاش تتابع إلى أن تترجم على أرض الواقع، وطمأن سموه أهالي وسكان المحافظات التابعة للمنطقة، بأنها ستأخذ نصيبها من المشروعات التنموية التي تلامس احتياجاتهم اليومية، وقال إن زيارته لمحافظة شرورة تعتبر انطلاقة لجولات قادمة تشمل جميع المحافظات. وتطرق الأمير جلوي بن عبدالعزيز ل«عكاظ» في أول حديث صحافي لسموه منذ تعيينه، إلى عدد من المواضيع الحيوية من خلال الحوار التالي: • باشرتم سمو الأمير مهامكم أميرا لمنطقة نجران، مدعوما بثقة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، فكيف تنظرون إلى المستقبل؟ •• بإذن الله سيكون المستقبل مليئا بالمشاريع التنموية التي تحقق تطلعات القيادة الرشيدة وينعم بها المواطن في مختلف المجالات. • ندرك أن الفترة التي مضت منذ تعيينكم أميرا للمنطقة قصيرة جدا، إلا أننا سمو الأمير نعلم أنكم قمتم بجولات على بعض المشاريع، وعقدتم اجتماعات مع بعض المسؤولين، هل لكم أن تحدثونا عن خلاصة هذه الجولات والاجتماعات؟ •• بالفعل، كانت هناك جولة على عدد من مشاريع أمانة المنطقة الجاري تنفيذها، ولكن نطمح أن تنجز هذه المشاريع في وقتها المحدد لها، ليتحقق للمواطن الفائدة المرجوة منها. • إذن سمو الأمير ما هي منهجيتكم في إدارة دفة العمل؟ •• العمل بالصدق والإخلاص والشفافية، وبما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة في خدمة الوطن وتحقيق احتياجات المواطن. • وما هي أبرز الملفات التي وضعتموها ضمن الأولويات؟ •• إنجاز المشاريع المتعثرة. «رجالها أهل ثبات» • التقيتم شرائح من المجتمع النجراني، وتحدثتم سمو الأمير معهم، كيف وجدتهم وماذا تنتظر منهم؟ •• في الحقيقة لا أجد وصفا في أهل نجران أبلغ مما وصفهم مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه «نجران لا تحتاج إلى رجال فرجالها أهل ثبات»، وأنا سعيد جدا أن ألتقيهم يوميا لأستمع إلى آرائهم وأفكارهم، وأضعها في الاعتبار، وهمومهم ومشاكلهم للعمل على معالجتها وإيجاد الحلول المناسبة لها. الأنظمة واضحة • على ماذا يعتمد سموكم في تقصي حقيقة الشكاوى؟ •• لكل شكوى أو معاملة أنظمة وتعليمات متى ما طبقت بالشكل الصحيح، اتضح للمسؤول وللمواطن حقيقة الأمر، وفي ما يتعلق بهذا الأمر أحرص على الاستماع للشكاوى ومناقشة من يتقدمون بها من أجل إيضاح أي لبس حولها في حينه. • دائما ما يذهب البعض إلى أن بعض المقربين من صاحب القرار أو ما يسمون «البطانة»، يؤثرون على بعض القرارات، أو يسيرونها وفق أهوائهم، كيف تعلقون سمو الأمير؟ •• أؤكد لك بأن إجراءات العمل في إمارة المنطقة تسير وفق أنظمة وتعليمات واضحة للجميع، ليأخذ كل ذي حقٍ حقه، مع العلم أنه يوجد في الإمارة قيادات إدارية متميزة وذو خبرة واسعة، وقد لمست ذلك من خلال إجراءات العمل اليومية. سنقدم نموذجا رائدا • بارتياح كبير قابل أهالي نجران الطرح المسؤول لسموكم في الاجتماعات الرسمية، وتأكيدكم على المسؤولين بأن المواطن وتنمية الوطن تأتي في مقدمة اهتماماتكم، فكيف سيترجم هذا الطرح على أرض الواقع؟ •• بتكاتف وتضافر الجهود سيتحقق بمشيئة الله تعالى الكثير للمنطقة ولأهلها، وبمزيد من التنسيق بين الجهات الحكومية ستسير العملية التنموية كما هو مرسوم لها. • ولكن سمو الأمير هناك من يرى بأن مشاريع تأخرت كثيرا، وأخرى صاحبها سوء في التنفيذ، وأنتم ترتكزون على خبرات طويلة في هذا المجال، فكيف ستتم المعالجات لتأتي مخرجات هذه المشاريع كما هو مرسوم لها؟ •• تعثر أي مشروع أمر مزعج سواء للمسؤول أو المواطن، ولكنني لن أدخر جهدا في سبيل العمل على تذليل المعوقات، وبإذن الله ستكون منطقة نجران نموذجا رائدا في أنجاز المشروعات بتكاتف الجميع وفي مقدمتهم المواطن. • وهل أنتم راضون عن مستوى التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة بهذه المشاريع؟ •• يوجد لجنة لمتابعة وتنسيق المشروعات في مجلس المنطقة، وهي تعمل على متابعة هذه المشاريع بالتزامن مع بعضها البعض، وأعضاؤها ذوو اختصاص، وجديرون بما أوكل إليهم من مسؤوليات. • متى ثبت تقصير المسؤول عن أداء واجباته، فما هي سمو الأمير الإجراءات التي تتخذ لتلافي هذا التقصير مستقبلا، ولكي لا يؤثر على مسيرة التنمية؟ •• لاشك ستطبق العقوبة النظامية التي تكفل حق الوطن والمواطن. وادي نجران • سمو الأمير وادي نجران أنموذج، فتحديد مجرى السيل سار بشكل بطيء، بسبب اختلاف وجهات النظر، رغم خطورته في حال استمر على وضعه الحالي، فهل من معالجات سريعة تضمن فتح المجرى؟ •• معالجة فتح الوادي تسير وفق الإجراءات النظامية، حيث قامت الأمانة بتكليف مكتب هندسي لرفع الوادي مساحيا وإعداد الدراسة الهيدرولوجية وحصر جميع ما هو داخل مجرى الوادي لمعالجته حسب النظام، وأتطلع لتكاتف الجميع ليتم فتح مجرى السيل. مشاريع جديدة • هل لكم أن تحدثونا عن أبرز المشاريع التي اعتمدت لمنطقة نجران في الميزانية العامة للدولة؟ •• كلنا نعلم أن الميزانية جاءت ولله الحمد محققة لآمال وتطلعات المواطن، ونجران أخذت نصيبها من هذه الميزانية باعتماد مشاريع سيتم الإعلان عنها في جلسة مجلس المنطقة المقبلة إن شاء الله. • ندرك أن المحافظات ستأخذ نصيبها من المشاريع لتلبية مطالب سكانها، ما هي الآلية التي من خلالها تتلمسون احتياجاتها الفعلية؟ •• في كل محافظة مجلس محلي يقوم برفع كافة الاحتياجات لمجلس المنطقة لدراستها ورفعها للجهات المعنية من منطلق مسؤولياته، إلا أنني أحرص كثيرا وخلال لقاءاتي بوجهاء وأعيان المحافظات على الاستماع لأهم مطالبهم واحتياجاتهم ورصدها للعمل على جدولتها ومناقشتها من خلال اجتماعات مجلس المنطقة والمجالس المحلية والإدارات ذات العلاقة المباشرة بتطوير وتنمية المحافظات. • تزورون محافظة شرورة كأول محطة من محطات تفقدكم للمحافظات، حدثنا عن هذه الزيارة، وماذا تحمل خلالها لأهالي المحافظة وسكانها؟ •• بإذن الله تعالى كل الخير، فمحافظة شرورة تحظى باهتمام كبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظهم الله-، وزيارتي هي للقاء أهالي المحافظة والحديث معهم عن قرب والاستماع لمطالبهم واحتياجاتهم والعمل على تلبيتها، ولن أدخر جهدا في العمل على تحقيقها بعون من الله سبحانه وتعالى ثم بدعم القيادة الرشيدة. • هل هناك زيارات سمو الأمير قريبا للمحافظات الأخرى؟ •• بكل تأكيد، فمن أول اهتماماتي تجاه أهالي المنطقة في جميع المحافظات والمراكز، أن أزورهم وأن أقف شخصيا على ما هو قائم حاليا، وما هو الاحتياج المستقبلي، والحديث معهم عن قرب، وبإذن الله تعالى ستأخذ جميع المحافظات نصيبها من المشاريع التنموية الهامة والتي تلامس احتياجات المواطن اليومية. آلية جديدة ل«الاثنينية» • خصصتم سمو الأمير جلسة أسبوعية «اثنينية»، تلتقون من خلالها بالمسؤولين والمشايخ والوجهاء، ما هو الهدف منها؟ •• لا شك أن المواطنين والمسؤولين يهدفون لخدمة هذا الوطن، وأنا أدرك أن مثل هذه اللقاءات التي تجمع بينهم مباشرة تحقق أهدافا طيبة، خاصة أن ما يطرح من خلال الاثنينية من مواضيع هادفة، سنرى ترجمتها على أرض الواقع إن شاء الله، مع العلم بأنه سيتم تطوير آلية النقشات خلال اللقاءات المقبلة. الإعلام عين المسؤول • كيف تتعاطون سمو الأمير مع ما يطرح من انتقادات عبر وسائل الإعلام عن أداء بعض الأجهزة الحكومية؟ •• لا شك أن الإعلام هو عين المسؤول ولسان المواطن، ولدينا في الإمارة إدارة متخصصة تقوم بالرصد اليومي لكل ما يطرح عبر وسائل الإعلام في كافة قنواته سواء المرئية أو المقروءة أو المسموعة، أو الإعلام الإلكتروني الحديث، ولا أخفيك أن هناك إجراءات تتخذها الإمارة لبعض الموضوعات الصحفية التي تتطلب ذلك. • خلال الفترة القصيرة، ومنذ مباشرتكم لمهامكم أميرا للمنطقة، كيف وجدتم سمو الأمير ما يطرح إعلاميا؟ •• أسعد دائما بالنقد البناء الذي يهدف للمصلحة العامة، ومن خلال صحيفة «عكاظ»، أؤكد على ضرورة أن تكون المصداقية هي عنوان الطرح الإعلامي، والحرص على صحة المعلومات، وأن تستقى من مصادرها، والابتعاد عن الاجتهادات الصحفية، التي في غالب الأحيان تكون للإثارة فقط. • بصراحة، البعض من الزملاء الاعلاميين يرون بأن دورهم غير مقدر، كما هو الحال في المناطق الأخرى، ويعزون ذلك إلى عدم فهم بعض المسؤولين لهذا الدور، ويأملون وقفة سموكم في تسهيل مهامهم لإبراز جهود الدولة، ونقل الواقع كما هو دون رتوش؟ •• أعلم جيدا ما يعانيه الإعلامي أثناء تأديته لمهام عمله، ولابد من تعاون جميع الجهات معهم وأبواب مكتبي مفتوحة لهم.