أجمع باحثون ومؤرخون، على أن التطاول على الأبرياء جريمة نكراء تحرمها نصوص الشريعة وترفضها العقول السوية وتتصدى له الفطر النقية، وأوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، أن ما يحدث من بعض الحركات والجماعات يتنافى مع قيم الإسلام ومبادئه وأخلاقه، كون الأحكام الشرعية جاءت رحمة للناس بمن فيهم الأسير في المعركة الذي له في أسره حق المعاملة الحسنة ومراعاة حقوقه، مبديا أسفه من تصرفات بعض المنتسبين للإسلام وما يصدر عنهم من قتل البشر، ووصفه بأنه مخالف لنصوص الشرع المطهر والبريء مما يحاول البعض إلصاقه به، مشددا على أهمية نسبة الفعل إلى فاعله لا إلى دينه ومعتقده، مبينا أن التطاول على الآخرين باسم الإسلام دون وجه حق لا يجوز كونه ظلما وتعديا. ووصف الباحث والمستشار القضائي الدكتور صالح بن سعد اللحيدان قتل 21 مصريا في ليبيا ب «المصيبة الكبرى» وتعد على المبادئ العليا لدين الإسلام، لافتا إلى أن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه، كما جاء في الحديث النبوي، وأضاف يكفي هؤلاء القتلة قول النبي صلى الله عليه وسلم «من قتل بريئا فأنا بريء منه». أما مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية في منطقة الباحة فهيد محمد البرقي، فوصف قتل الأبرياء ب «الجريمة الشنعاء» والمخالف لشريعة الإسلام السمحة، ومن يصدر عنهم مثل هذا الفعل فهم من الخوارج الذين أضروا بسمعة الإسلام وشوهوا صورة المسلمين بأفعالهم الشائنة، مؤكدا أن قتل البريء جريمة كون الإسلام يكفل له حرمة دمه وماله وعرضه. ويستعيد أستاذ السيرة والتاريخ في جامعة الباحة الدكتور خميس بن صالح الغامدي وثيقة العهد النبوي التي أسس بها النبي صلى الله عليه وسلم مبادئ التعايش مع غير المسلم ووصفها بوثيقة تعطي حق الأمان لغير المسلمين على دمائهم وأموالهم وأعراضهم مع بقاءهم على دينهم وإقامتهم في أراضي المسلمين والمعاملة بالبر والإحسان، مشيرا إلى أن غير المسلمين حظوا في بلاد الإسلام على مر عصور التاريخ الإسلامي بالتعامل الأمثل من جانب المسلمين واستدل بقول بطريك بيت المقدس ثيود سيوس عام 869 م حين قال: «إن المسلمين قوم عادلون ونحن لا نلقى منهم أي أذى أو تعنت»، وأضاف أن المستشرق ألكسندر وورس قال في القرن السابع عشر الميلادي: «ولاشك أن عبادة المسلمين وتقواهم وأخلاق الرحمة فيهم هي أسباب رئيسة لنمو الدعوة المحمدية».