تناول الفنان السعودي المعاصر راشد الشعشعي في معرضه «شعبة 11» بغاليري حافظ البارحة الأولى العديد من القضايا الاجتماعية بأسلوب المفاهمية وبلمحة ابتكارية تجديدية في الفكر والتناول كون الفنان بدأ مشواره الفني مختلفا عن أقرانه بحبه للتجديد وتأثرة بفنون وعالم المفاهمية الذي يعتمد على فكرة الوسيط أو الوسائط لتحويل فكرة أو خيال إلى واقع ملموس، معتمدا على الفلسفة الفكرية للانطباع الأكثر عمقا، استطاع الشعشعي أن يصنع تحفا فنية بقيم جماليه ليبني حقيقة تصورية للقضية ويتناولها من أبعاد تارة جدية وتارة أخرى فيها سخرية، أشكال ارتجاليه وأخرى منظمة يقصد بها الفنان تحويل الفن البصري الجامد إلى فن فلفسفي وجودي ليقدم حلولا اجتماعية وتعليمية وبما أنه أحد أبرز المدربين للمواهب الفنية المختلفة فتجد أعماله أكثر نضجا وإبداعا بمفهوم حديث وبشكل حتمي لمواجهة قضايا الساعة الراهنة من خلال إنتاجه لسلسة من الأعمال الفنية سواء المبتكرة من وسائط مختلطة أو الأعمال التركيبية، موحدا الفكر الأيديولوجي المطروح على الرغم من التنوع الجمالي المستخدم. فتجد في عملة «موجز» الذي جمع فيه أغلفة كتب إسلامية قديمه دلل بها على الطريق المستقيم إلى الخير كدلالة منه على الاختيار الشخصي بين الخير والشر بناء على تجربة فردية. ويستشكف الفنان مفهوم الاختيار الحر في عمل «أنا أختار»، وهو عمل فيديو مدته دقيقة واحدة يظهر فيه ثلاث ورقات بيضاء على شكل لعبة تكهن تتواجد فوق خلفية داكنة وداخل صندوق شفاف. ويريد من عرض هذه اللعبة أن يرفض بشكل قاطع الانقياد نحو العشوائية، وداعيا المتفرجين للتفكير بشكل إيجابي وفاعل لتحقيق إنجارات حياتهم الشخصية. كما يعرض في عمل فني آخر له مفهوم الوحدة، إذ يرسم خريطة العالم الإسلامي بشكل مزخرف جامعا فيها جميع الدول الإسلامية في تحالف واحد بلا حدود. ويحول بذلك الصراعات الجارية نحو رؤية مثالية للعالم الذي تحكمه المصالح العامة والوحدة الاقتصادية والتناغم السياسي. يستخدم الشعشعي مواد مختلفة وصورا مخصصة ليخدم المعاني المفاهيمية لتعريف الإشارات المتلقاة يوميا، ويبتكر ما يصفه «الحقل الدلالي» من خلال ما يطرحه من تساؤلات فلسفية، وبالمقام الأول منها الغرض من التواجد الإنساني والوظائف الاجتماعية التي من الممكن اختبارها. ويسعى من خلال أشكاله العابثة أن يدعو المتفرج للارتباط مع العمل بالدلالات الدنيوية وذلك لتسهيل ما قد يشكل اضطرابا أثناء الفرجة، يعتبر الشعشعي من الشخصيات البارزة في المشهد المعاصر في الفن السعوي. باعتباره فنانا مفاهيميا ومدرسا للفنون على الجيل الجديد من المواهب السعودية، كما ساهم في تطوير الممارسات الفنية المحلية باعتباره عضوا مؤسسا في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية وجمعية التربية الفنية. أسس عام 2009 مركز تسامي للفنون البصرية، وهو مكان مستقل يدعم الفنون العصرية في المملكة، وشغل منصب مدير المركز حتى عام 2013م قدم معارض فردية على نطاق واسع في منطقة الخليج العربي والخارج، ومن الفعاليات التي شارك فيها: فن دبي 2012، المعرض السنوي لجمعية الإمارات للفنون الجميلة، متحف الشارقة للفون 2012، منتدى أوستراكا الدولي، شرم الشيخ. حصل على العديد من الجوائز، منها: الجائزة الأولى من معرض ميديا آرت، الرياض 2011م.