فقدت حائل أحد أبرز شعرائها عبدالعزيز بن عبدالله الجريفاني، شاعر «أجا وسلمى»، أو شاعر «الجبلين» كما كان يطلق عليه محبوه، والذي امتطى صهوة الشعر على مدى أربعة عقود من الزمن قدم خلالها جمال المفردة وعذوبتها من خلال المنابر التي اعتلاها، حيث تغنى بمعشوقته الجميلة حائل خلال مسيرته الطويلة، والتي طرزها عام 1394ه بإطلاق ديوانه الشعري الأول (أصالة الانتماء)، وقدم العديد من المؤلفات والدواوين الشعرية، وشارك في الكثير من البرامج الإعلامية، ورغم تميزه بقصائده الوطنية، والتي تتحدث عن معشوقته حائل، إلا أنه تغنى بالمطر والصحراء والمواقع البرية، حيث قال في إحدى قصائده: مزن نشا من فوق حائل نخيله عساه ينثر فوق حائل هماليل ياعل رواده الياجا العقيلة يقول ابشركم ضفا حائل السيل يهل وبله فوق خشم الرعيله والمزن من خلف الجبل كنه الليل دافق ورافق والنسايم عليلة يلم نسناسة خشوم المباهيل كم خريب بس تسمع عويله يدعج بوديان تسد المداخيل حتى أن قال الشاعر الجريفاني: تلقى به الريضان صارت خميلة فيها الزبيدي عامل له دحاميل والله يسقي كل دار محيلة من وابل يستر به وافي الحيل وخلال مسيرته ظل حريصا على حضور المناسبات الوطنية وعلى نصح ودعم الشعراء الشباب وتوجيههم، إلا أن حائل كانت هي ملهمته الأولى وعشقه الذي كتب فيها جل قصائده وأعذبها، ومنها: أبي اتمشى بالخلاء دامني حي واشوف آيات إلهي خلقها خص مدامي بين سلمى وجبل طي الله على كل البسيطة فرقها حايل واراضيها هنوفٍ بها غي من شافها لو هو غريبٍ عشقها كما تميز بشعر الحكمة وكتب الكثير من قصائد النصح والإرشاد، قائلا: كل من كان عنده نقص به عنفوان لاجل يستر خلول النقص بالزمجره وكل من كان مغرور يحب الرهان ويتشدق اليا غاب الذي خسره وكل من كان متشائم يسب الزمان يحسب انه الياسب الزمن يقهره وكل قاصر معرفة يحسب انه مهان يحسب الحق له دائم وزود الشره وكل جاهل يحسب انه زعيم البيان لا سمع له خبر لو هو غلط ينشره والمغفل يرى عود الذره خيزران ويش ترجي من اللي خيزرانه ذره وحذر الخادع الملاق حلو اللسان كل بسمه لها ياخذ منك سمسره ولشاعر الجبلين عبدالعزيز الجريفاني في الغزل قصيدة قديمة يسندها على صديقه فهد فريح الغبيني، ويتضح من خلالها مفرداتها القديمة التي تحاكي حقبة زمنية من تاريخ حائل: ليت ما رحت يم الضلع ذاك النهار ليتني يالغبيني ما نويت المسير شفت ريم ضحى الجمعة بوادي مشار يتمشى على الروض الخضر والغدير كرتته دلعتين ولا تعرف الزرار والمشيخيل شيلتها وكم قصير حطت القلب فوق الصدر يلعب قمار والغوايش زهن بذراعها المستدير شفتها صدفة ما هو بعيب وعار تحسبني من البده قبل تستذير يوم سلمت صابه خفة واستذار صابني من رموش العين سهم عسير قلت له يا حياتي عطني أمر قرار خف من الله تمهل لين تنقذ خطير قال قصدك تبي تاخذ علي اختبار لو رحمناك صار الحب ما له أسير