في كتاب بلغت عدد صفحات 360 صفحة ملؤها الحرف النابض بالصدق الذي لا غلو ولا سرف فيه.الكتاب من تأليف الأستاذ حسين محمد بافقيه، وقد أصدره بعنوان: العيش في الكتابة دراسة في نقد عبدالله عبدالجبار وفي الصفحات التي جاءت في مطلع الكتاب يقول الأستاذ بافقيه: «كنت ألتقي الأستاذ عبدالله عبدالجبار في منزله مرة كل أسبوع، وفي بعض الأحايين مرتين، وكنت كلما زرته أعرف ذلك السر الذي يشع من روحه، فيؤثر فيمن حوله، ففي حياة عبدالجبار وفكره اجتمعت النظرية والتطبيق، فالرجل مؤمن أشد ما يكون الإيمان بالفكر الذي أخذ به، ولا تجد، وأنت تصيخ إليه، فيصلا بين ما ينثره في كتبه ومقالاته وما كانت عليه حياته، ويعجبك فيه، وهو الناقد الواقعي، أنه لم يعن للعقائدية، وكان بحق مفكرا حرا، ويجد قارئه شاهد ذلك في كتابه الذائع الصيت التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية (1379ه/1959م)، فهو لا يخفي انتماءه إلى النقد الواقعي، وتجده يعلي شأن القومية العربية، ولكنك تحس، كذلك أنك إزاء عقل نقدي حر، وتدرك أن عبدالجبار، مهما يكن واقعيا، ومهما يلح في الإشادة بالواقعية، ما انفك في أعماقه ذلك الناقد والأديب الرومنطيقي، فعقله مع الواقعية بنثريتها، وقلبه مع الرومنطيقية، بشعريتها. وهو ناقد دؤوب مواظب على الاطلاع والمعرفة، عالم بالتيارات النقدية والأدبية في العالم، ترفده لغة إنكليزية متينة، ذللت له الوقوف على جديد النقد والفلسفة، من ماركس وإنغلز وماوتسي تونغ إلى جورج لوكاتش، هذا الأخير الذي عرفه النقد العربي «الحداثي» باخره، بعد أن عرف عبدالجبار كتابه المشهور الرواية التاريخية، منذ عقود طويلة من الزمان». أما خاتمة المقدمة، ففيها يقول الأستاذ بافقيه: «فهذا كتاب أودعته صوب عقلي وثمرة اجتهادي، وأنفقت في صوغه وتأليفه أجمل سنوات العمر، وكان رجائي أن أتعلم وأفهم، وأن أجلو شيئا من حياة عبدالله عبدالجبار ونقده، ما وسعني الحول والجهد، واخترت العيش في الكتابة، عنوانا له قاصدا به بعض ما عناه أدورنو، حين جعل الكتابة وطنا يعيش فيه الغريب والمنفي، ولقد عاش عبدالجبار زهرة العمر نائيا عن وطنه، فعاش في الكتابة واتخذها وطنا. وأسأل الله العلي القدير أن أكون قد أحسنت التهدي إلى مقاصد عبدالله عبدالجبار، وأن يجنبني اللغو والخطل وأن ينفع به». تحية تقدير للأستاذ حسين محمد بافقيه على ما قدم للمكتبة العربية، وشكرا له على إهدائه الكريم. السطر الأخير: يكفيه من لوعة التشتيت أن له من النوى كل يوم ما يروعه